معجزة جمع طيب القديس ديمتريوس في 2012
بعد حوالي الأسبوع من عيد القديس الشهيد ديمتريوس العظيم مفيض الطيب، أسرع ميتروبوليت تسالونيكية مع الكهنة والمؤمنين إلى كنيسة القديس ليجمعوا الطيب ويورّعوه على المؤمنين لشفاء الجميع وتقديسهم.
وقد كتب أحدهم عن هذه الخدمة في العام المنصرم 2011:
هذا المساء، ايقونة السيدة ذات الثلاث أيدٍ انتقلت من كنيسة القديس ديمتريوس إلى مطرانية تسالونيكي، حيث مكانها. بعد باراكليسي السيدة الذي يتبعه “تقديس” (بالأحرى جمع) الميرون من المدخر (حيث تُحفَظ رفاة القديس reliquary λειψανοθήκη). وفيما كان الميتروبوليت أنثيموس يقرأ الصلوات ويقدم التضرعات إلى القديس، رأيت بأم العين، كسائر الحاضرين، أن المدخر يفتح من ذاته، حتّى يفيض الطيب وينتشر العطر في كل أرجاء الكنيسة ويصل حتّى إلى الطابق الثاني. بالحقيقة، هذا كان أمراً لم يسبق لي اختباره قبلاً، ما حملني علىإعادة التفكير بقوة الإيمان. فليكن القديس ستراً لنا جميعاً.
هذه السنة، كتب الشخص نفسه عن الخدمة في 2012:
اليوم، الرابع من تشرين الثاني 2012، في كنيسة القديس ديمتريوس، اشتركنا بالتقديس السنوي لطيب القديس. مع استثناء واحد: هذه السنة، بالغم من كل الصلوات التي تليت، لم يفتح المدخر. لقد اضطر الحاضرون لفتحه يدوياً، وكانت كمية الطيب أقل بكثير من السنة الماضية.
هناك مصادر تذكر أن في الأيام القديمة، كان الطيب الفائض من مدخر القديس يصل غلى شاطئ البحر. بالحقيقة لم يكن الناس يستطيعون أن يجمعوه كله. في 2011، بالكاد ملأ طيب القديس جرن معمودية.
أما شخص آخر فكتب:
البارحة بعد الظهر، جغلني الرب مستحقاً لأكون، لأول مرة، في كنيسة القديس ديمتريوس في تسالونيكي، حيث أقيمت خدمة جمع الميرون المقدس. جمع كثير من كل أنحاء البلاد كانوا هناك، إلا إن المدخر حيث رفات القديس لم يفتح. حتى الكهنة والميتروبوليت حاولوا، ومع أنهم استمروا في الترتيل، لم يستطيعوا أن يفتحوه. البعض صار يحكي عن “علامة شؤم”، البعض راح يفسر أنها مشكلة تقنية في القفل. ثم استطاعوا فتح الأجزاء الجانبية وأخذ الميرون، أما الجزء الأوسط حيث رفات القديس، لم يكن ممكناً فتحه. لربما القديس ديمتريوس يريد أن يرسل رسالة دعوة إلى التوبة”.
ضروري أن نذكر هنا أن الأقوال الواردة هي من أفراد وليست كلاماً رسمياً صادراً عن مطران تسالونيكي. وسواء كان هذا الأمر مهماً أم لا، لا يمكن الحكم، بل ينبغي الاستفادة من الخبر لإجبار أنفسنا على التوبة عن خطايانا الكثيرة أما الرب الكلي صلاحه.
* * *
كان في أحد الأيام ناسك على جبل سليمان، قد سمع قصص فيض الطيب من مدخر القديس ديمتريوس في تسالونيكي، وكان يشك في هذا الأمر، ويقول لنفسه بأن هناك الكثير من الشهداء الذين عانوا أكثر من القديس ديمتريوس ومع هذا لم يشرّفهم الله بهذه الطريقة.
في إحدى الليالي، رأى كما في حلم، أنه كان في كنيسة القديس ديمتريوس والتقى الرجل الذي يحفظ مفاتيح قبر القديس، فسأله أن يفتحه حتى يسجد هناك. وفيما هو يقبّل القبر لاحظ أن رطب بطيب عطر، فقال للحافظ “تعالَ ساعدني لنرَ من اين يأتي هذا الطيب المقدس”. فراحا يحفران غلى أو وصلا إلى بلاطة كبيرة من الرخام، فرفعوها بصعوبة، وهناك ظهر جسد القديس، لامعاً وعبِقاً، ومنه يفيض طيب سيل من الطيب يخرج من الثقوب التي تسببت بها الرماح التي طعنت القديس. وقد كان الفيض غزيراً حتى أن الناسك وحافظ القبر ابتلاّ كثيراً، وخوفاً من الغرق، صرخ الراهب: “أيها القديس ديمتريوس أعنّي!” في تلك اللحظة استيقظ من الحلم ووجد نفسه منقوعاً بالطيب المقّدس.