من أقوال أمّهاتنا البارّات
نقلها عن اليونانيّة جورج يعقوب
من أقوال أمّنا البّارة ميلاني الجديدة:
المحبّة الحقيقيّة نحو الله والآخر نعرفها من الكتاب المقدّس. فلنستفِدْ منها ولنحفظها جيداً. ولنعرف أنّه من دون المحبّة كلُّ جهاد وفضيلة باطل. يستطيع الشيطان أن يقوم بكل هذا وربما بأفضل منه، ولكنّه يُغلَب بالمحبّة وتواضع الفكر.
نحن نصوم، الشيطان لا يأكل البتّة. نحن نسهر، الشيطان لا ينام. علينا أن نكره الكبرياء إذ بواسطتها سقط ذاك من السماء وبواسطتها يريد أن يجتذبنا نحوه لنعيش بقربه. لنهربْ من المجد الباطل الذي للعالم الحاضر الذي يجذب كالزهر الجميل. لنحفظْ إيماننا الأرثوذكسي الذي هو أساس وركيزة الحياة في المسيح. لنضعْ هدفًا لنا أن نقدِّس أنفسنا وأجسادنا إذ بدون هذا كلّه لن نرى وجه الرب يسوع.
من أقوال أمّنا البارّة ثيوذورة:
جاهدوا لأن تدخلوا من الباب الضيّق. كما أنّ الأشجار، إن لم يصادفها الطقس السيئ والأمطار، لا تستطيع أن تُثمر، هكذا نحن في حياتنا الأرضيّة التي هي كالطقس السيئ. إن لم نمرّ في وسط ضيقات وأحزان وتجارب لن نرث ملكوت السموات.
قالت أيضًا: إنّه أمر حَسَنٌ أن ينسُك الإنسان ويعيش الحياة الهدوئيّة. لأنّ الكتاب يقول “الإنسان العاقل ينسك ويهدأ” (أمثال 12:11). في الحقيقة إنّه لأمر مهم وعظيم لراهب أو راهبة أن يعيشا الحياة الهدوئيّة وخصوصًا للشبان منهم. ولكن ليكن معلومًا انّه من اللحظة التي يختار فيها الإنسان أن يعيش الحياة الهدوئيّة يأتي فورًا المجرّب ويلطخ نفسه بالتهاون وصغر النفس وأفكار متنوعة. عندها يُلحق بالجسد أمراضًا، ضعفًا، تخليعًا في الركب وكافة أعضاء الجسد، وهكذا تضعف النفس والجسد معًا، ولا يتهاون عن أن يبثّّ الفكرة التالية في فكره: “أنا مريض! وليس لدّي القوّة أبدا على الصلاة”. أقول لكم إن جاهدنا وتماسكنا كلّ هذه التجارب تزول.
اسمعوا هذه القصّة: ما أن بدأ أحد الرهبان يستعدّ للصلاة حتّى ألمّ به وجعٌ كبير وحمّى قويّة بالإضافة إلى صداع في الرأس أزعجه كثيراً. عندها قال في نفسه: “أنا الآن مريض وفي لحظة لا أعرفها سأموت! هلمّ بي أنهض أبدأ بالصلاة قبل أن أموت”. بهذا الفكر شدّد نفسه وابتدأ يصلّي قانونه المعتاد. حالما انتهى من الصلاة، انتهى معها الألم والوجع والحُمّى.
قالت أيضًا: تعرّض أحد الرهبان للعديد من التجارب التي عذّبته كثيرًا. فقال في نفسه: “سأرحل من هنا”. في الحال عندما لبس حذاءه وهمّ بالرحيل رأى إنسانًا آخر، أي المجرِّب، يلبس حذاءه قائلاً له: “من اجلي ترحل؟ سأكون أمامك لأقودك حيثما تذهب!”