القدّيس الجديد ألكسي ميشيف الروسي
(+ 1923)
إعداد عائلة الثالوث القدوس – دوما
وُلد سنة 1860. أبوه قائد جوقة في خدمة المتروبوليت فيلاريت الموسكوفي. عاشت العائلة في ظروف متواضعة. لم تكن له يوماً غرفة خاصة به. تزوّج ورُزق بضعة أولاد. توفّيت زوجته أنّا في وقت مبكّر من عمرها. كان كاهناً وصار متقدّماً في الكهنة. ابنه سرجيوس أيضاً صار كاهناً واستُشهد سنة 1941 م. اجتذب، عبر السنين، آلاف المؤمنين. لم يكن نجاحه سريعاً. قال عن أوائل خدمته الرعائية: “لثماني سنوات كنتُ أُقيم القدّاس الإلهي يومياً في كنيسة فارغة”. قال له كاهن مرّة: “في أي وقت أمرّ بكنيستك أسمع الأجراس تدقّ. مرّة دخلت فلم أجد أحداً. لن تنتفع شيئاً. أنت تدقّ الأجراس عبثاً”. لكن الأب ألكسي استمر، بثبات، يقيم الخدمة. أخيراً أخذ الشعب يُقبل إليه، شعب كثير. كان يحكي قصّته كلّما أراد أن يجيب على سؤال بشأن كيفية إنشاء رعيّة. الجواب كان دائماً إيّاه: “صلّوا”.
كان في حياته المنزلية بسيطاً متواضعاً. في مكتبه، في غرفته الصغيرة، كانت الكتب مكدّسة، بعضها مفتوح وموضوع كيفما اتّفق. كانت هناك رسائل مبعثرة والكثير من القربان على الطاولة، بالإضافة إلى بطرشيل وصليب وإنجيل وإيقونات صغيرة. الفوضى كانت بسبب انشغال الأب ألكسي الدائم بالناس. شعاره كان “عشّ من أجل الآخرين تخلص”. حياته كانت بذلاً للآخرين. خارج شقّته، كما شهد أحدهم، كان هناك صفّ من المتعَبين والثقيلي الأحمال ينتظرون، منذ الصباح الباكر. كل هؤلاء كان ألكسي يجد وقتاً للحديث إليه وتلطيف أحواله وتعزية نفسه. لم يكن، مرّة، لوحده. كان دائماً مع الناس وعلى مرأى من الناس. عن كنيسته قال أحدهم: “هنا يشعُر المرء بالحيطان مشبعة بالصلاة. يشعُر بمناخ صلاتي ينبثّ كالعدوى بين الحاضرين. بعض الناس، عن رغبة أو عن عادة، يتوجّهون إلى غير كنائس ربما ليستمتعوا بصوت الشمّاس أو الجوق… هنا يأتي الناس لسبب آخر، لأنهم يريدون أن يصلّوا”.
هذا ولم يكن الأب ألكسي يحبّ كثرة الكلام. من وجهه، من ابتسامته، من عينيه كان يتدفّق اللطف والتفهّم الذي كان يعزّي ويشدّد المقبلين إليه. هذا كان يخفّف من أحمال الناس ويحوّلهم إلى مسيحيّين فرحين بالرب كل حين.
استبانت شعبيّته من خلال عشرات الآلاف الذين احتشدوا يوم دفنه وسايروه إلى مثواه الأخير.
من أقواله:
· كيف تبلغ الاتضاع؟ تَحوَّل إلى داخلك ما استطعت واعتبر نفسك دون الآخرين.
· إعمل على تنشئة إخوتك وأخواتك الصغار. كن مثالاً لهم لتؤثّر فيهم. تذكّر أنهم سوف يلتقطون عيوبك والرب يحسبك مسؤولاً عنها.
· إذا رأيت سوءاً حواليك للحال تطلّع إلى نفسك لعلّك السبب.
· إذا هاجمتك أفكار السوء فأغلب الظن أنك لم تصلِّ كفاية. عليك أن تطردها. حالما تلاحظ في نفسك فكراً سيّئاً بادر إلى الصلاة. وإذا كانت أفكار عديدة تقلقك فخذ كتاباً جيّداً واقرأ فيه.
· اشتهِ السعادة للآخرين تصرْ أنت نفسك سعيداً.
ملاحظة : يُعيَّد للقدّيس ألكسي ميشيف في 9 حزيران.