الأسقف باسيليوس
يتوجّه الى الإكليركيّين الأرثوذكسّيين
الأسقف باسليوس يتوجّه الى الإكليركّيين الاثوذكسييّن في غرب بانسلفانيا حول الكهنوت.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن أعظم هدّية أعطاها الله لبني البشر بعد ابنه هي الكهنوت. وهذا تصريح عميق نسبةً للهدايا الرائعة الأخرى التي أعطاها الله للبشر. الخدمة، بنعمة الله، تُتمَّم بحملِكم النعمة الإلهية، وتأتي بعد التجسّد، على الأقل في ذهن القديس يوحنا الذهبي الفم، وهذا جيّد بالنسبة لي. والقديس كبريانوس القرطاجي (+258) لديه طريقة فريدة للنظر الى الكهنوت عندما يتعلّق الأمر بوحدة الكنيسة. العديد من الآباء يقولون بأنّ العقيدة هي التي تحافظ على وحدة الكنيسة. والبعض الآخر يقول إن الأسقفية والشركة بين الأساقفة هما اللتان تحافظان على هذه الوحدة. وعلى الأكيد، الكلّ يتفق على أنّ الروح القدس هو الذي يحافظ على وحدة الكنيسة. ولكن القديس كبريانوس يرى دوراً هامّاً جداً للكهنوت. جاء هذا في إحدى كتاباته إذ يقول: “الكنيسة التي هي جامعة وواحدة ليست منقسمة إرباً ولا مُجزَّأة، ولكنّها متماسكة ومترابطة بحقّ بالتصاق كهنتها بعضهم ببعض”. وغالباً نحن الرجال، أكنّا أساقفة أو كهنة أو شمامسة، نُذَكَّر بضعفاتنا وعجزنا، إمّا من خلال تواضعنا أو من خلال زوجاتنا وأولادنا، للّذين لديهم زوجات وأولاد، وكلّنا من خلال رعايانا. ما نريد فعلاً ان نسمعه، أكنّا محطّمين او قائمين، هو دعوتنا الكبرى التي تعاظمت بعد تجسّد المسيح. وما نفعله يحلم به الملائكة الذين لا جسد لهم، ويرتجفون أمام فعله. فنحن نمسك المسيح بأيدينا بينما الملائكة يرتجفون عند حضور الله. الملائكة يُغَظُّون أيديهم، كما ترون في الأيقونة، بينما نحن، ومنذ سيامتنا كهنةً، نمسك المسيح بأيدينا. في بعض التقاليد يُعطى الكاهنُ الجديدُ الحَمَلَ على صينّية، ولكنْ، حسب التقليد الانطاكيّ، يوضع الحمل مباشرة بين يدي الكاهن فيصبح الكاهن نفسه صينيّة. فالأجساد غيرُ الماديّة ترتجف أمام عرش الله وتغطي وجوهها وأيديها في حضوره، في حين نرى أن كاهناً شاباً أُعطِيَ أن يمسك بيديه الجسدَ الحقيقيَّ للمسيح.
نحن نعرف حدودنا. كلّنا نخدم لإيماننا بالنعمة الإلهية التي تكمّل الذين يريدونها، وتَشْفِي عجزنا وتمرّدنا. ولكنّي أريدكم أن تعلموا القيمة التي لكم يا رجال الله، القيمة التي لكم عند إلهنا، فأنتم الأغلى في نظره. أعلمُ أنْ البشرية عامةً هي الأحبُّ لدى الله. الإنسانية هي الأسمى، هي ذروة خلائقه. تفاحة عينيه هي جنس البشر. ولكن إذا أمكن أن نقول تفاحة العين فينبغي ان يكون كهنةُ المسيح هذه التفاحةَ، هؤلآء الذين هم بمثابة قنوات لنعمة الله في هذا العالم. هذه الأيادي التي نعرفها قد أخطأت، والله استعملها ليأخذ ولداً من آدم ويدمّر به الموتَ الأبديَّ، يُغَطّسُه في المياه ويجعله ابن الملكوت. إن هذه النعمة بيديك يا رجل الله، ويمكنك النظر إليهما…يمكنك النظر الى هذه الأصابع التي هي من لحم وعظام وبعض الأظافر والشعر. هذه الأيادي تولّد أولاد الله. ولا يمكن أن تتمّ الولادة بدون هاتَين اليدَين. يستعمل المسيح يديك ليكسر جسده ويُطعِم شعبَه. بدون يديك لا يتمّ هذا. لا يستعمل يديك ليمسح دموع التائبين فقط- وهذا عمل مقدس بحد ذاته- ولكن بأيديكم الخطايا تغفر. ليس فقط الدموع ولكن الخطايا تُزال وتُغسل وتبيضّ كالثلج بيديك. اللذان يدخلان اليك كشخصين ويبقيان كرجل وامرأة بالنسبة للعالم، يصبحان واحداً بيديك. هاتان اليدان الخاطئتان اللتان يستعملهما الله تجعلان الإثنين واحداً. وبيديك يستريح المؤمنون، ليس فقط في الأرض، ليعودوا كما كانوا من تراب، بل بيديك يستريحون إلى راحة مؤقّتة حيث تعهد لهم بالنوم المؤقت لمجيء الرب. وببعض أيدينا نجعلكم كهنة. وأيادي الأساقفة كأياديكم، ليست بأنقى لتجعل بعضنا يرتجف. وهناك قصة رائعة عن أب يعيش في الصحراء، أو عن أسقف زار راهبين. أخذ واحداً عندما لم يكن يتوقع ونصبّه كاهناً. والقصة معروفة لدى آباء الصحراء انهم يرفضون الرسامة. انتزع الأسقف الرجل وسامه كاهناً. وطفق هذا الكاهن الراهب ينوح لا على سيامته كاهناً بل على عدم تمكّنه من الصلاة بعد اليوم مع صديقه الناسك. فرفيقه لن يكون متساوياً به. عليه أن يقبّل يديه حتى يقوم بالخدم الليتورجية. وبهذا لن يكون الناسك متساوياً به. فاقترح الأسقف أن يجعل الآخر كاهناً أيضاً. فسأل الأسقف إذا ما كان الآخر رجلاً صالحاً وإذا كان يستحقّ. فأجاب الكاهن الراهب بأنه لا يعرف اذا ما كان يستحق، وإنما هو أفضل منه. فرسم الأسقف الراهب الآخر. فأصبح لدينا كاهنان راهبان لم يسبق لهما أن خدما ليتورجيا. كانا يخشيان جداً من نعمة الكهنوت ويخافان الحساب الذي سيقدمان لله في الدينونة، فهما أنفسهما ككاهنين سيُستَدعيّان ليقدِّما شهادتهما، وقد ظنّا أنّ الأفضل لهما أن لا يضعا نفسيهما في خطر بتجرئهما والاحتفال في الليتورجيا. كما ترون هذا يخبرنا شيئاً بغاية الأهمية. فهما ناسكان، ليس لهما أي رعية سوى بعضهما البعض. ويومَ الدينونة لن يقدما حساباً عمّا إذا كانا كاهنَين صالحيَن أو راعيين أو معلّميَن أو واعظَين أو أبوّين أو زوجَين، وإنما عن كونهما مُحتفلَيْن على المائدة المقدسة. هذا ما كانا خائفيَن منه، أن يتقدما بغير استحقاق من المائدة المقدسة، ويتجرآ بوقاحة على تقدمة الذبيحة المقدسة. ليس لذلك علاقة بالأشياء التي نظن أنها بغاية الأهمية للكهنوت المقدس.
هذا دليل واضح ومفهوم على أن كهنوتنا يجعل الناس يدعوننا آباءٌ وكهنة. نحن كهنة في مراكزنا، وآباء بعلاقتنا مع شعبنا. نحن لسنا خداماً ولكننا نخدم، نحن لا ندعىَ رعاة ولكننا نرعى. لا ندعى وعّاظاً ولكننا نعظ. نحن ندعى كهنةً لأن عملنا الأول والأهمّ وربما الوحيد، إذا صحّ لنا استعمال كلمة عمل، هو خدمة المائدة المقدسة. هو ليس الوعظ أو التعليم. الكهنة في الأديار، على سبيل المثال، لا يعظون ولا يعلّمون. لا وجود للمواعظ في جبل آثوس إلا إذا حضر أسقف، فعندها يعظ أو يحاضر. إني على ثقة بأنّ رهبان جبل آثوس يتحملون نوعاً ما المواعظ إذا ما حضر أسقف. هم يعيشون العظة. إن الكاهن الراهب يخدم فقط المائدة المقدسة. وفي نواحي كثيرة نحن كبطرس ويعقوب ويوحنا عندما نأتي إلى المائدة المقدسة. فهم عند رحلتهم مع الرب إلى قمة جبل ثابور كما أظن، كان لهم حديث وهم في طريقهم. هكذا نحن نقترب من المائدة المقدسة في بعض الأحيان. فنحن منشغلون بإضاءة الأنوار والتدفئة، ومنصرفون إلى الشموع وما إلى ذلك. ولكننا كبطرس ويعقوب ويوحنا لا نترك الليتورجيا في طبيعة الحال. هم في كونهم قابلوا الله الحيّ على جبل ثابور، ونحن على المائدة المقدسة نتغيّر. الفرق الوحيد بالنسبة لي هو أن بطرس ويعقوب ويوحنا عندما التقوا الله الحيّ على جبل ثابور شاهدوا وفهموا ما رأوا، النور غيرَ المخلوق، ونحن نعلم ولكننا لا نرى ما وجدناه هناك. أعترف بأنني أعلم ولكنَّني لا أرى هذا النور غيرّ المخلوق. إن البعض يرى هذا النور، وربما البعض منكم، وأصلّي كي تروه جميعكم، ولكنَّني لا أراه. لا أرى نفسي كمشعل متوهّج رغم أنني هكذا وأنتم كذلك عندما تكونون على المائدة المقدسة. لا أرى الملائكة المحتفلين معي رغم أنّني عالم بوجودهم. ولا أرى الملائكة على يمين المذبح، حُماة هذه المائدة، رغم أني عالم بأنهم هناك منذ أن كرّسها المتروبوليت. لا أسمع الملائكة ينشدون رغم أنّني عالم بأنهم تقودون الجَوق في رعايانا. يقول أحد الآباء إننا لا نرى هذا، ومعظم الشعب لا يرى او يسمع هذا لرأفة الله علينا. لا نستطيع ان نتحمل ذلك، على غرار بطرس ويعقوب ويوحنا الذين عند تجلّي الرب على جبل ثابور استطاعوا مشاهدة ما استطاعوا تحمله. أظهر المسيح مجده بقدر استطاعتهم. وأنا، كوني أضعف بكثير من بطرس ويعقوب ويوحنا، لا أستطيع أن أتحمّل حتى القليل. الله في كل رأفاته يحجب أسراره عني لأنه يعلم بعدم تمكني من تحملها. كما نعلم جميعنا أن هناك من رأى الملائكة الذين يخدمون معنا، أو سمعوا الذي ينشدون، أو رأوا النار النازلة عندما نسأل الله أن يرينا جسده القدوس في الليتورجيا. إنسان عادي تقيّ في الأربعين من العمر، وأب لأثنين، وصاحب عمل جيّد، أراد أن يعلم لماذا لم يرَ أحد معه الملاكَين المرافقيّن لي (للأسقف) من المذبح عندما أتيت لأقول: ” يا رب يا رب اطّلع من السماء وانظر”. ولسبب ما أراد الله ان يرى هذا الشاب ما لم نشاهدهُ نحن. قال إن الملائكة كانوا يرفعون يديَّ اللتين تحملان الشمع. تعلمون أن الملائكة موجودون معكم في الخدمة. هم هناك عندما تخدمون، وينحنون أمامكم. عندما تحملون التقدمات يسجد أمامكم الملائكة ورؤساء الملائكة. أنتم الذين قبل ساعة أو أثنَتيْن كنتم تطوون النشرات أو تضيئون الأنوار أو تفتكرون في ما إذا كل قطع الحّلة الكهنوتية أعيدت من عند المرأة التي كانت تصلحها. هذه هي الدعوة العظمى التي أنتم مدعوّون اليها وتشاركون فيها.
يقول أحد الآباء القدّيسين إنه في اليوم الذي نرسَم فيه كهنة يُضاء قنديل زيت في أرواحنا. فالذين عندهم قنديل يَعلمون أن الحفاظ عليه ليس بالشيء السهل. فخلال النهار عليكم بإزالة الكربون عن الفتيل دون أن تطفئوه، وأن تسحبوا الفتيل إلى أعلى كي لا يحترق كليّاً فينطفئ، ولا تسحبوه كثيراً، وإلا فسوف يسقط ويغطس في الزيت. كما أنه إذا سحبتموه كثيرا فسيخرج من الزيت وينطفئ، وإذا قصرّتموه فسيغرق في الزيت. كذلك صعب ان نُبقي القناديل في أرواحنا مضاءةً من يوم رسامتنا كهنة.
يحدثنا القديس قزما عن قصة رائعة، وأعتقد أنكم على علم بها. وأحبّ أن أربط هذه القصة بتعاليمه عن أهميّة هذه الدعوة الكهنوتية. كان القديس قزما يعّلم الفلاحين في شمال غرب اليونان وجنوب ألبانيا فيقول: إذا كنت تتمشى في بلدتك ورأيت ملكاً وكاهناً يتقدمان نحوك، فعليك أن تصنع سجدة أمام الكاهن وتأخذ بركته، ثم إذا أردت فبإمكانك أن تحيّي الملك. وحتى إذا كنت ماشياً وظهر لك رئيس ملائكة ورأيت كاهناً بسيطاً، عليك أولاً الى الكاهن لتقدّم له السجدة وتأخذ بركته، ثم تذهب الى رئيس الملائكة وتقول: “واو” أو أي شيء آخر يقال لرئيس الملائكة، أو عندما تسّلم على أحد.
لدينا هذا الله الطيّب، الكّليّ الحكمة، الذي لأيّ سبب كان يعلم أنكم أنتم يا رجال الله الاكليريكيين مستحقون لتتميم هذه الدعوة. ففي كتاب للشيخ صفروني ساخاروف(1896-1993) مؤسس دير القديس يوحنا المعمدان في “تولسهانت، انكلترا”، الابن الروحي والتلميذ للقديس سلوان الآثوسي(1866-1938)، تقرأ أن البصيرة تشارك وَرَع الكهنوت المقدس الممنوح للكاهن. “عندما كنت أذكر اسم يسوع المسيح (في ممارسة صلاة يسوع) كنت مجبراً مرةً على التوقف عن لفظ اسمه، وكانت النتيجة كثيرة عليّ، وبدون كلام ولا تفكير ارتجفت روحي من قرب الله مني. انكشفَتْ لي أسرارية الكهنوت. وفي اليوم التالي احتفلتُ بالليتورجيا، وكان السيد المسيح في داخلي ومعي وخارجي وفي ذبيحة جسده المقدس ودمه. واسم يسوع المقدس والكلمات الليتورجية المقدسة كانت تنبعث من فمي كالشعلة. وبقيتُ على هذه الحال لثلاثة أيام وبعدها زالت حدَّة هذه الخبرة. وحفر الرب هذه الذكرى في عقلي وقلبي بأداة حادَّة. وأصلّي له: لا تطرحني بعيداً عنك في شيخوختي؛ ولا تتخلَّ عني عندما تضعف قواي (في الصلاة، للشيخ صفروني).
فعندما تُذَّكر بنقائصك وضعفاتك والعديد من الأخطاء، عندما الله يسامح الشعب بالرغم من استهزائهم بالكهنوت المقدس واحتقارهم للكاهن. اعلم أننا بشر وصعب أن نحتمل هكذا فظاظة. ولكن إذا تذكرنا كلمات الأب صفروني أو كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم، فربما يكون بمقدورنا ان نتبع وصية الرب بأن نبارك لاعنينا.
إذا افتكر الناس أننا حمقى، فإنكم تعلمون بأنكم لستم حمقى. أنتم كهنة الله العليّ. أنتم تتقدون كشعلة أمام المائدة المقدسة. هو يستعمل أيديكم ليقوم بعمله. هو يستعمل أيديكم وليس أيدي آخرين في الرعية، ولكن أنتم فقط. عنما تتذكرون هذه الامور تقدرون على أن تسامحوا جَهلَ من يشتمكم ويُهينُكم وينتقدُكم.
هؤلاء الجهّال لا يقدرون على أن يروا ما نحن. الامر ليس ما نَستَحقّ.
البارحة صلّينا أنافورا القديس باسيليوس: لا بالنظر إلى ما نستحقّ، لأن لا أحد مُستحقٌّ. وليس لاستحقاقنا أو عدم استحقاقنا، بل ما دعانا الله أن نكمله ونكون عليه. الناس لا ترانا على ما دعانا الله إليه لنتكوَّن بهِ. الله صَنَعَنا. اذا فكرنا بهذا كثيرا نصبح متعجرفين. عندما يحدث هذا تذكَّرْ حمار بلعام وتواضَع.
الله ينجذب إلى القلب المتواضع. هي جسارة ولكن سأقولها بأيّ حال. الله لا يقدر على أن يقاوم القلب المتواضع. إذا كنا متواضعين نجذب الله تلقائياً إلينا. هو ينجذب أو يأتي إلينا، لأنه يرغب في أن يسكن فينا. متواضعين بأيّ طريقة. هذه الطريقة قد تكون من خلال آخرين أو منه مباشرة، ولكن الأقل وجعاً هي من خلال أفعالنا.
التواضع هو التواضع. هذه الخدمة هامّة سواءٌ أقُمنا بها بأنفسنا – وهذا هو الأفضل – أم قام بها آخرون، حتى ولو ضرَبنا الربُّ بذاته في حُنُوِّه.
جاهِدْ تحافِظْ على التوازن. تذكَّر قنديل الزيت. نريد شعلة لكن لا كبيرة جداً ولا صغيرة. نريد أن نتذكّر عظمة المرتبة التي نحملها والرتبة التي دُعينا اليها.
والله هو الكفيل الوحيد برفعنا الى فوق عندما يحاول الناس أن يسحقونا.
عندي كهنة رائعون في قسم من الأبرشية التي أرعاها. لقد نظّمنا خلوة للكهنة – عندنا واحدة كل سنة – وقد أتى الى هذه الخلوة حوالي ستيّن كاهناً.
إنني أتخيّل كيف تكون حالك وبهجتك إذا كنتَ جَدّاً فترى في الأعياد الأولاد والأحفاد يجتمعون محبّين بعضهم البعض.
هذه هي البهجة التي شعرت بها عند مشاهدتي هؤلآء الكهنة، والبهجة التي خبرتها في نهاية ألأسبوع عند مشاهدتي إياكم كلَكم، إخوةٌ يحبون بعضهم بعضاً ويدعمون بعضهم بعضاً. كنت أرى كل هذا عندما كنتم تلبسون ثيابكم الكهنوتية وتصلّون وتَتَشاركون الخدمةَ في الرواق.
أخذت نظرة بهجة لكهنة الله الذين يحبون بعضهم بعضاً ويتمتعون في صحبة بعضهم البعض. لا تتغافلوا عن هذا.
الرّعيّة ضرورة نفسية لكي تُرعى. اهتموا ببعضكم على الرغم من انشغالكم بأمور كثيرة تأخذ من وقتكم، فإنّ البعض يسافرُ مسافاتٍ طويلةً لافتقاد أرثوذكسيّ آخر.
عند هرماس الراعي هناك صورة لحجرين في كيس يتضاربان، ما جعلهما ملسين. أفكر بهذين الحَجَريْن عندما أفكر في الكهنوت.
أنكم تُلطمون من الأساقفة والرعيّة والعائلة ومن بعضكم البعض.ولكن الذي يتأنّى يكون رائعاً. ولهذا قد خلقنا.
عسى أن يعطينا الله القوة لتقوموا بما دّعيتم لأجله. وتذكّروا كهنوتَكم في الملكوت.