شيخ يعلّم تلميذه كيفية الصلاة
نقلها إلى العربية جولي عطية وابراهيم قليمي
ليس مهمًّا أن نذكر العطايا الروحية الكثيرة التي يتلقّاها أحدنا عند التحدّث إلى شيوخ روحيين. هذا بديهي، فنحن نتكلّم عن كنوز لن تتكشّف منفعتها الكبيرة إلاّ مع مرور الزمن. في أزمنة كهذه، نهدم فيها القيم الروحية بدل أن نبنيها، يلاحظ الناس أكثر هذه الملكات، ولا يتوانون عن السعي وراء المرتفعات الروحية، التي هي ثمرة خبرة النسّاك المكرَّمين الواسعة. لذلك نسمع الكلمات العذبة التي تلتصق حقاً بالروح، فتهدِّئها وتحييها. لكن، كل من يتمنّى حقًا أن يجد هكذا شيوخ روحيين، سيجدهم بقربه. “من يطلب… يجد”. حينها سيربح الكثير بالتأكيد…
ما يلي هي قصة تلميذ يزور شيخه الروحي ليتلقّى المنافع من الصلاة.
عندما ذهبت إلى قلاية شيخي اليوم، أردتّه أن يحدّثني عن الصلاة، التي هي في قلب الحياة الروحية المسيحية.
– باركني يا أبي.
– لتكن معك بركة ربنا يسوع المسيح. تعالَ، سنتمشّى في الغابة. اسمع العصافير… كم هو جميل غناؤها! الاحتكاك بالطبيعة يعطي معنى آخر لحياة الفرد منَّا، تصبح على اتّصال مع خليقة الله، تشعر بسلام عميق في قلبك، وتعتقد أنَّ الرب يمشي هناك بجانبك، كما في العهد القديم، عندما كان يمشي مع آدم في الفردوس. كلّ شيء هنا يعبق بحضور الله. يمكنك أن تنسى نفسك في هذا المحيط السلامي، وأن تبدأ البحث عن الربِّ في داخلك وفي كلِّ شيء حولك. لا تستطيع مقاومة الصلاة بحماسة.
انظر كم هو رائع هنا! تعالَ، لنجلس على جذع الشجرة هذا. كما ترى، صنعتُ مقعدًا صغيرًا من هذا الجذع وغالبًا ما أستعمله للصلاة إلى السيّد. هذه الشجرة ضخمة، تبدو كأنّها تلمس السموات. أسميتُ هذا المكان “جثسمانية” ليذكّرني بالبستان الذي صلّى فيه الربّ يسوع المسيح بحرارة قبل آلامه الطوعية، سائلاً أبيه أن يشدِّده ليتممّ مهمته على الأرض. دومًا ما كان يسوع المسيح يصلّي لأبيه من أجل خلاص البشرية جمعاء.
اقترب، حرِّر نفسك من كلّ همومك. هذا المكان مناسب جدًا للصمت والصلاة. أينما كنت في العالم، عليك أن تصلِّي ليعزِّز الرب حياتك بالروح القدس. لنصلِّ للرب ونشكره من أجل كلِّ العطايا التي أغدقها علينا.
مرَّ بعض الوقت. كنت أشعر بسلام عميق في الجسد والروح. كلُّ شيءٍ في داخلي كان يصرخ أنّ هذا المكان مقدَّس، أنّ هذا هو مكان الله. أحسست وكأنِّي في كنيسة، كلّ شيء كان ممتلئًا بالنعمة الالهية. شعرت بسلام فائق الطبيعة يتغلغل في داخلي وخارجي، وهو سلام مختلف عن سلام الغابة. صَمتُنا كان ممتلئًا من حضور الله.
بالواقع، ما هو مقدار العطايا الروحية التي كان الياروندا يختبرها داخل صمته الخاص، وهو قد ترك العالم؟
في الواقع، كان يعيش في نور الله، وأنا كنت أتلقَّى الاستنارات من صلاته. لا أستطيع أن أتذكَّر كم مرَّ من الوقت، لم أكن أجرؤ على كسر صمته.
كان قد أغلق عينيه وكان وجهه سلامياً تماماً، عاكسًا هدوءًا وسلامًا بارزَين. حاولتُ أن أقلِّد وضعيَّته، أغمضتُ عينيَّ وكنت أتلو الصلاة: “ربي يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ”.
مرّ بعض الوقت. وكزني الشيخ برفق ففتحت عينيَّ ورأيت وجهه مشعًّا. اختبرت، بكلِّ كياني، شيئاً لم أختبره قبلاً في حياتي كلِّها. بعدها، سمعت صوته الرقيق:
– أرى أنّك تحبّ المكان هنا!
– ياروندا، لاحظتُ كم كان سهلاً علينا أن نركّز في الصلاة ونستسلم لها”
– في الواقع، أنا منتبهٌ كثيراً لأُبقي ذهني حرّاً من أيِّ همّ. حين تستقرّ عليَّ النعمة، يبدأ ذهني بالتفكير بالربِّ في كل وقت، فلا أعود أستطيع العيش من دونه. لا أكون بحالة جيِّدة عندما لا أصلِّي إلى الله، أشعر حينها وكأنَّني سمكة خارج الماء. لهذا، أُسرِع إلى الغوص في ينبوع الصلاة بأسرع ما يمكن، حتّى أكون قادراً على تنفُّس المسيح بدلاً من الهواء.
أنا أحِنُّ إلى السيِّد كلَّ الوقت، وأتوسَّل إليه ألاّ يتركني وحيداً أبداً. من الجميل أن نتمكن من الصلاة بكلّ كياننا، وأن تعبق صلاتنا بالشُّكر والتضرُّع.
– ياروندا، قلْ لي أرجوك! ما هي الصلاة بالنسبة إليك؟
– الإنسان بلا صلاة ميت. الصلاة تعطينا القوّة لنكون بقرب الله! الصلاة فعل تواضع أمام السيِّد، نحن نجثو أمامه لنتلقّى رحمته. إن لم تصبح الصلاة مركز وجودنا، سينقلنا غرور المعرفة بعيداً وسنصبح فقراء محرومين، لأنّ النعمة الإلهية ستنفر منّا! أمّا بالنِّسبة لي، فالصلاة هي مركز كلّ روحانيّتي، وأكون في رهبةٍ في كلِّ مرَّةٍ أحضِّر فيها نفسي للصلاة. أنا أصلِّي لأتلقّى قوّةً من قوّته. علينا أن نمتلك حميَّة كبيرة تجاه السيِّد في وقت الصَّلاة، لأنّها العمل الأهمّ في كلِّ حياتنا!
ما من وقت أهمّ عندي من ذلك الوقت الذي أقف فيه أمام الله بعيون مغلقتين لألتمس رحمتهُ من كلِّ قلبي! هذا هو الوقت الذي أتكلَّم فيه مع السيِّد، وأشعر حقيقةً بحضوره الإلهيّ بكامل كياني بشكل. نوع الصلاة هذا هو الذي يُشعل قلوبنا بالعشق الإلهيّ ويملأ روحنا بسلامه الرائع، فنُسلم أنفسنا إلى عالم لا نهاية له!
الإنسان المصلّي هو الذي يُسلم ذاته بالكليَّة الى الله، ولا يفكِّر بشيءٍ إلاَّه. الربُّ هو كلّ شيءٍ بالنّسبة له، وهو قد فصل نفسه عن المنطق والتصق بنور المسيح. إنّ ملكوت الله لن يُفتح أبداً لاستقبالنا، إن لم نتعلّم أن نصلّي أكثر. المسيحيّون الفاترون هم أولئك الذين لا يكرّسون وقتًا كافيًا للصّلاة. من دون الصّلاة، نحن أُناس مثيرون للشفقة حتى وإن كنّا أعظم وعّاظ هذا العالم. ذلك لأننا في صمت الصّلاة، نقول أكثر ممّا نقوله في أفضل موعظة! إذا كانت موعظتنا مائتة، أي خالية من الصّلاة، لا تصل إلى قلوب الناس. بالمقابل، إذا سبقت التعليم صلاة كافية، فإنها لن تعطي القوَّة للمتكلِّم وحسب، بل ستملأُ السامعين أيضاً بالعطايا الروحية.
أرأيت؟ العديد من الناس يرغبون بالتحدث عن الله، مع أنهم لم يتوصّلوا بعد إلى التحدث معه! يتكلَّمون عن الله من دون أن يختبروا حبَّ الله في قلوبهم. يعلِّمون عن الروحانية الأرثوذكسية من دون أن يكونوا حاملين للروح القدس. إنهم أموات روحياً، مواعظهم لا حياة فيها ولا تلمس قلوب النّاس.
لا تتخلَّ عن الصّلاة أبداً، حافظ على الصّلاة في قلبك إذا أردت أن ينتشر سلام السِّيد إلى مَن حولك.”
– ياروندا، لماذا الصّلاة مهمة إلى هذا الحد في حياة المسيحي؟
– يا بني، لا ينبغي اعتبار الصّلاة عادة، إنّما قوة تدفئ علاقتك بالله، بما أنّ الروح القدس ينحدر علينا (من خلالها؟) ويحيي إيماننا به. بقدر ما نصلّي أكثر، بقدر ما نتخلّى عن أنانيتنا وكبريائنا ونَزهد بملذّات الجسد ومغريات هذا الدّهر. جاهِدْ لتصبح رجلَ صلاة، هذا مصدرك الوحيد للاستنارة، وهذا ما سيساعدك لاجتذاب معرفة الله. تذكّر أنّ الرسول بولس كان يصلّي ليلاً نهارًا، والنبي دانيال كان يصلّي ثلاث مرّات في اليوم بالرّغم من واجباته العديدة. أما النبي داود فكان يصلّي مراّت عدّة، خاصّة خلال الليل. مثلهم يسوع، عندما كان على الأرض، كان يصلي بشكل متواصل لأبيه السماوي. لقد كرّس كلّ القدّيسين معظم حياتهم للصلاة، لإدراكهم بأنّها السلاح الأقوى في حياتهم الروحية.
خلال الصّلاة، تركّز كلّ حواسنا على الله وتتقدّس بنعمة الروح القدس. عليك أن تستعمل كلّ وسيلة لزيادة مدّة صلاتك. لا تعتبر هذا الوقت غير مهم، لأنّ ذلك يدلّ على أنك إنسان فاتر. يجب أن تتعدّى مدّة الصلاة الأربع ساعات في اليوم. هذا الوقت هو خاصّ بك، داخل غرفتك. عليك أن تسجد عندما تصلّي لله. كلّما زادت الصّلاة كلّما أحسست بالشعلة الالهية تحوطك وستصبح كلّك مشتعلاً، ستعيش في نور الله. إنّ من يصلّون هذه المدة الطويلة وأكثر، يدركون القيمة الحقيقية للصّلاة، فلا يعودوا ينفصلون عنها حتى من أجل العالم بأسره. الصلاة لذيذة للغاية، لدرجة أنها تسحر الذهن والروح.”
– ياروندا، كيف عليّ أن أصلي؟
– عليك أن تنهض باكرًا وتصلّي لله. يجب أن يكون الله أوّل من تريد أن تلتقي، عبر صلاتك، حالما تستيقظ. وهذه الرغبة يجب أن ترافقك لبقية حياتك إذا أردت أن تُصبح مميزًا عند الله ومُرضياً أمام عينيه. ينبغي أن تبحث عنه نهارًا وليلاً غير متردّد في التماسه، وأن تتوق روحك للتواصل معه. ستشعر حينها بعمق عذوبة الصلاة ولن تريد بعد أن تتركها.
أتدرك يا بني أنّ المسيحيين في أيامنا هذه، بالإضافة إلى الكهنة، لا ينجحون في مهامّهم اليومية لأنّهم خسروا اتّصالهم بالصلاة وباتوا ضعفاء روحيًّا؟ إنّهم ينشغلون بالجميع ناسين الله، ودومًا ما تنشغل عقولهم باهتمامات دهرية. وقد خسر الكهنة أيضًا بساطة يسوع وتواضعه. العالم يتدحرج بعيداً عن الله لأنّ عدد الاناس المصلّين قد تناقص. الشرّير يتحرّك بحريّة في كل مكان ولديه آلاف الأتباع لأنّ الناس يتبعون وشوشاته.
نحن نفتقد إلى نماذج أناس مصلّين، رجال ونساء، ينشغلون بالصّلاة بثبات. الصلاة هي التي تخلق التقوى في قلوب النّاس. الانسان الّتقي ينكبّ على الصلاة ويكرّس كل قوّته لهذه المهمة، يعلّم الناس من خلال حياته التي تلهمها الصلاة، ويسأل الله أن يكون بقربه للعيش في بركاته.
لا نستطيع العيش من دون الصّلاة إن أردنا العيش كمسيحيين حقيقيين. صلاة يسوع تخلق قديسين. أرجوك لا تكن كسولاً. عليك أن تصلّي بغزارة لله لأنّ الصّلاة تعلّم المحبة، الصبر، الايمان، الصلاح، الصمت، اللطف وفضائل أخرى كثيرة. أتَرى كم هي عظيمة نتائج الصّلاة على البشرية؟ خفّف انشغالاتك الأخرى ومارس الصّلاة. لا تجد أعذارًا لتقليص وقت الصّلاة لأنّ هذا من الشرير. هو يجد ألف طريقةٍ وطريقة ليمنعك عن الصّلاة. عليك أن تبرهن مدى شجاعتك في تنفيذ هذه المهمة. ستكسب فوائد روحية كثيرة. صِرْ رجل الله عبر صلاتك. قريبًا جدًّا ستتحوّل، وستستطيع في الوقت عينه أن تساعد أشخاصًا كثيرين يشاركونك خبرتك بطريقتك في الحياة.
– لكن ياروندا، أيستطيع العائشون في العالم أن يصلّوا بهذا المقدار؟
– نعم يا بني المبارك، يمكننا ذلك. عندما ننجح في محبّة الله من كل قلوبنا، يصبح كل شيء سهلًا في حياتنا. علينا أن نحيا للصّلاة والعمل من أجل الله. لا نهتمنّ لأمور هذا الدهر بل لنشعرنّ بقوّة محبة الله من خلال صلاتنا. علينا أن نكون منشدّين إلى الصّلاة إن أردنا أن نتألّق في حياتنا اليومية، فقدرتها الروحية تُزيل أيّة عقبة تعترض سبيلنا، لأنّها تعمل لأجل خلاصنا وخلاص الذين نصلّي من أجلهم. تعمل الصّلاة بالطريقة الفُضلى إن مارسناها في داخل قلوبنا. أَحبب الربّ يسوع من كلّ قلبك، وحين تصلّي له أعطيه حبًّا أكثر. لا تنسَ أنّ الله محبة ويتواصل عبر المحبة. بقدر ما تحبّه أكثر، بقدر ما ينفتح قلبك له فيباركك. حاول أن تعبّر عن حبِّك بقلبك لا بعقلك. يقول الربُّ: “أعطني قلبك”. القلب يبكي لا العقل. لا تستعمل العقل في الصّلاة بل القلب، دموع قلبك ستكشف حبّك ليسوع. هو بذاته بكى خلال صلاته، وأصبحت دموعه كقطرات دم. لا يستطيع الانسان أن يقلّد بسهولة نوع الصلاة هذا. قبل أن تبدأ بالصلاة، عليك أن تحاول جذب عقلك إلى داخل قلبك. وجهّز نفسك لذلك بتركيز تام، موجِّهًا ذهنك نحو يسوع المصلوب. اطلب رحمته مثل اللّص، واضِع نفسك بصلاتك، ابكِ، وأشعل قلبك بمحبَّة الله. اسحَق قلبك، واشعر كم أنت بائس وذليل. اقتنِ حماسة روحية تجعلك تتحسس الإثم الذي في أعماقك فلا تتوقف عن الصلاة إلا بعد حصولك على الدمع في عينيك. لا تتزقف عن الصلاة إلا بعد اكتسابك الورع. حينها، سيطفح قلبك بحضور الروح القدس. اعلَم انّ الله ممجّد ومعبود من ملائكته بالصلاة النقية. ليست الصلاة النقية جسديَّة بل روحيَّة. كم من الناس يصلّون بصورة روتينية من غير محبّة! مثل هذه الصّلاة ليست مقبولة لدى الله”.
– ياروندا، ماذا علينا أن نفعل لاقتناء صلاة نقيَّة ومتّقدة؟
– يا بنيّ، إنّ الصلاة النقية تقتضي إنكارًا للذات. الإنسان الذي يرغب أن يصلّي حقًا عليه أن يتخلّى عن أمور كثيرة محيطة به، وأن ينشغل بالله وحده. عليه أن يهجر الاهتمامات الدنيوية وأيّ شيء آخر من شأنه أن يلوّث ذهنه وروحه. الصّلاة المتّقدة تحبّ الربَّ فقط وتنفر من أي شيء آخر. هي تصبح نَفَس الانسان، فيَعي أنّ قلّة الصّلاة مدمّرة لأنه يرى روحه تذبل من دونها. إنّ الروح تضعف من دون قوّة الله وتمسي كسولة إزاء الأمور الروحية. لهذا أقول لك صلِّ أكثر وأكثر لتشعر بهذه القوّة تنبعث في داخلك. عليك أن تخصّص وقتًا أكثر للصّلاة وأن تنهض باكرًا لهذا الغرض. لا تستعجل خلال الصلاة، بل ليكن هذا الوقت مكرَّسًا للربّ. كُن هادئًا عندما تصلّي، وخصّص وقتًا كافيًا من نهارك لممارسة صلاة يقظة.
اعلَم أنّ من يصلّي في شبابه وقد طهّر ذهنه، يتلقّى العديد من النعم من لدن الله، وينفتح له العالم الروحي إلى أبعاد هائلة لا يستطيع المنطق البشري أن يدركها. يعيش باستمرار في الله ويُعطى سلطاناً روحي لانقاذ الأرواح، حتى أولئك الذين في الجحيم. صلاته فاعلة جدًّا وتمتلك قوّة إلهية قادرة على تدمير المخططات الشيطانية. يَصِلُ إلى معرفة الحالة الروحية للآخرين ويتبلّغ بما يزعجهم. لكنّ الأهم هو أنّ الله يتكلّم إليه باستمرار، يقول له كلّ ما يتّصل بحالته الروحية، ويكشف له موضعه في الفردوس. يُعطى حماية إلهية تعلّمه كيف يحفظ نفسه للتقدّم روحيًّا، ويخبَّر عن حالته الروحية ومدى سرور الله منه. يعيش في عالم روحي لا يمتّ بأيّة صلة إلى العالم الذي نعرفه. حالته الروحية تمتدّ نحو أراضٍ مباركة من الله. يريه الله الفردوس والجحيم، وكيف يُسرُّ الشخص في الفردوس بينما يعاني في الجحيم. صلاته نقيّة، لذلك يتمنّى عليه الله أن يصلّي أكثر لأنّ هذه الصّلاة تخلّص الكثيرين. أحيانًا يصبح مستشار لدى الله في القرارات المتعلّقة بالانسان. إنّه مرضي لله لأنّ الله يحبه كثيرًا وهو يحبّ الله كثيرًا. هو شخص موهوب، صلاته تجتذب الملائكة ورؤساء الملائكة الذين يخدمونه، ويتذوّق شذا الفردوس والسموات.
ولدي المبارك، لا تهجر الصّلاة بل ابحث عنها بكل قوّتك، جسدك وروحك. تعلّم كيف تصلّي بقلبك كي تكون متّقدًا بالروح القدس. تعالَ، لنصلِّ للربِّ بقلوبنا، ولنطرح روحنا بين يديه السماويتين، لكي يحمينا من كلّ شرّ ويريحنا بحضوره السماوي. أيها الرب يسوع المسيح ارحمنا.”