السنة العشرون، العدد العاشر، أيلول ٢٠٢٤

في هذه الأيّام الصعبة، أرادت أسرة التراث الأرثوذكسيّ أن تبثّ في المسيحيّين المضطربين بعض الرجاء والتعزية، فاختارت مجموعة مقالاتٍ تشدّدهم وتجيب عن بعض الأسئلة التي قد يتساءلها حتّى المؤمنون الذين يعيشون في وسط هذا الواقع.

فبعضهم يتساءل: “يا ربّ، لمَ أرسلتَ غضبكَ علينا؟!”؛ فيما يقول بعضهم الآخر: “لمَ تصيبني هذه الشدّة أنا أيضًا، أنا الذي يجاهد لإرضائك في كلّ شيء؟”.

يشعر أحدهم بثقل التجربة، وقد يقع في الكآبة، ويصرخ إلى الله قائلًا: “لماذا لا تستجيب لصلواتي يا الله؟”.

في هذه المِحَن، يجيبُنا الكتاب المقدّس بلِسان الرسول يعقوب قائلًا: “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنّه إذا تزكّى ينال «إكليل الحياة» الذي وعدَ به الربُّ للذين يحبّونه. لا يقل أحدٌ إذا جُرِّبَ: «إنّي أجرَّب من قبل الله»، لأنّ الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرَّب أحدًا. ولكن كلّ واحدٍ يُجرّب إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوته. ثمّ الشهوة إذا حبلَت تَلِدُ خطيّة، والخطيّة إذا كملَت تنتجُ موتًا”.

ويخاطبنا الرسول بولس قائلًا: “نفتخر بالشدائد عالمين أنّ الشدّة تلِدُ الصبر والصبر يلِدُ الامتحان والامتحان يلِدُ الرجاء والرجاء لا يُخيّب صاحبه، لأنّ محبّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطيَ لنا” (رو 5: 3-5).

يفسّر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم هذه الآيات بأنّ “الشدائد لا تُبطل الرجاء. وما ذلك فحسب، بل أيضًا تبني الإنسان… ما من شيءٍ يُعدّ المرء لرجاء البركات أكثر من الضمير الصالح. ما من أحدٍ يعيش في استقامةٍ يرتاب في المستقبلات”.1
إذًا، عيشُنا باستقامةٍ يبعث فينا الرجاء بالله، فيَطرد الخوف خارجًا، هذا الخوف من الآتي. إنّ استعدادنا لهذا “الآتي” لا يتمّ سوى عبر العودة إلى الطريق المستقيم الذي انحرفنا عنه –وكلّ واحدٍ منّا قد انحرف بطريقةٍ ما- مُستجيبين لدعوة الإنجيل الأولى “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (مت 3: 2).

هذا الزمان هو زمان توبةٍ وصلاة. قد لا نبلغ السلام العالميّ، ولكنّنا بصلاتنا سنُخفّف وقعَ الشرّ، والأهمّ أنّنا سنبلغ سلام نفوسنا وتقديسها.
يقول القدّيس يوسف الهدوئيّ: “أجل، يا بنيّ، لا راحة لنا ما حيينا. الحياة معجونةٌ بخمير البلايا. كلّ شيءٍ خليط، ومباركٌ مَن له الحكمة لينتفع من كلّ ما يواجهه. غير أنّ الأشياء التي تبدو لنا فظيعةً هي الأشياء التي تؤول إلى انتفاع النفس بالأكثر، حين نكابدها بلا تذمّر”.2

فطوبى لنا إن عرفنا أن ننتفع!

  1. مواعظ على الرسالة إلى أهل رومية 9 (NPNF 1 11: 397)
  2. الرسالة الثالثة والخمسون من كتاب رسائله.

الخورية سميرة عوض ملكي، الغضب الإلهيّ

القدّيس صوفيان المعترف، هذا ما يريد الله أن يفعله بالذين يُحبّهم

الأب رافائيل نويكا، ماذا نفعل عند شعورنا بأنّنا نُجرَّبُ إلى أقصى حدودنا؟

الأب أنطوان ملكي، الكآبة بين العلم والحياة الروحيّة

المطران إيريناوس ستينبرج، هل يستجيب الله للصلوات؟

صلاة من أجل السلام

 المتروبوليت نيوفيطوس (مورفو)، لكي يخفّ الشرّ الآتي

مقالات أخرى

يوحنا الكوكوزاليس

يوحنا الكوكوزاليس إعداد راهبات دير مار يعقوب “إنّ هدف ترانيم الكنيسة هو جعل شرارة النّعمة المختبئة فينا تشتعل بصورة أسطع وأكثر دفء. فالتّراتيل والمزامّير والتّسابيح الرّوحية قد وُضعت كي تضرم الشّرارة وتحوّلها إلى لهيب” (ثيوفان الناسك) تيتّم يوحنّا في سن

اقرأ المزيد

يهوذا أم بطرس أم يوحنا – الشماس تيودور الغندور

يهوذا أم بطرس أم يوحنا الشماس تيودور الغندور   في فترة الصوم الأربعيني المقدس، نقع كثيرًا على موضوع الخطيئة والتوبة وتضع أمامنا الكنيسة المقدّسة العديد من القديسين كأمثلة عن التوبة كالقديسة مريم المصرية. وأما في الأسبوع العظيم المقدّس فيمكن أن

اقرأ المزيد

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية: مثال أم القديس إكليمندس الأنقري القديس نيقولا فيليميروفيتش نقلتها إلى العربية أمل قرة في أيامنا هذه، كثيراً ما تسمع من الأهل هذه الكلمات: “نريد أن نضمن حياة أولادنا” هذا ما يجعلهم يعملون بجدية

اقرأ المزيد