كيف يحيا المسيحيون
من دفاع القديس أريستيذس الأثينائي أمام الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس عام 150 م.
يعرف المسيحيون الله ويؤمنون به كخالق للسماء والأرض وبه ومنه تكون كل الأشياء. لقد تعلّموا وصايا الله وهم يحيون بها على الرجاء العالم الآتي! لهذا السبب هم لا يرتكبون الزنا ولا يتورطون في الفجور الجنسي، لا يشهدون باطلاً في المحاكم ولا يمسكون وديعة أحد ولا يحسدون غيرهم على ما يملكون. إنّهم يكرّمون أباهم وأمهم، يساعدون قريبهم وكقضاة يأخذون قراراتهم بعدل ورحمة.
لا يعبد المسيحيون الأصنام. كل ما لا يريدون أن يفعله بهم الآخرون، هم لا يفعلونه بالآخرين. لا يدخل المسيحيون في زيجات غير شرعية ولا يتورّطون في الاتصال الجنسي غير الشرعي. ولمحبتهم لعبيدهم ولأبنائهم، إذا كان عندهم، يشجعونهم على أن يصبحوا مسيحيين، ومتى صاروا فهم يدعونهم إخوة وأخوات بدون تمييز.
لا يكذب المسيحيون. إنهم يحبون بعضهم بعضاً ويهتمون بأراملهم. اليتامى عندهم محميون ممن قد يؤذيهم. إنهم يتقاسمون طوعياً ما لهم مع المحتاجين. إنهم يأوون الغرباء في بيوتهم ويرحبون بهم كإخوة وأخوات حقيقيين. يجهّز المسيحيون لدفن فقرائهم عند موتهم على قدر طاقتهم. إنهم يمدّون مَن منهم في السجن أو تحت القمع لإيمانه بالمسيح.
إذا وقع شخص ممن بينهم في الفقر أو العَوَز ولم تكن لهم الموارد للمساعدة، فهم يصومون ليومين أو ثلاثة لكي يؤمّنوا القوت المطلوب. الأعمال الحسنة عندهم لا تُعلَن على الملأ لتؤثّر في الآخرين، بل هي في السر حتى تبقى أعمالهم في الخفاء كما لو وجد المرء كنزاً وأخفاه (متى 44:13).
عند كل صباح كما عند كل الساعات هم يمجّدون الله ويشكرونه على الهبات التي حصلوا عليها. وهم يشكرون الله أيضاً على الطعام والشراب. هذه هي فحوى الناموس المسيحي والطريقة التي يحيا بها المسيحيون.