التي لكَ مما لكَ
الأرشمندريت نيكن كوتسيذيس
نقلتها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي
فيما كان يسوع ذاهباً إلى أورشليم، أراد أن يتوقّف في قرية سامرية. أرسل رسلاً ليهيئوا لوصوله، لكن السامريين لم يكونوا يرغبون باستقباله لأنه كان على طريقه إلى أورشليم. “فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالاَ: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟» فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ»” (لوقا 54:9-56).
هذا ما يحدث غالباً حين نعتقد بأننا نعمل بحسب مشيئة الله، فيما بالحقيقة نحن نرتكب خطأً كارثياً ونطلب أموراً هي ضد هذه المشيئة. فإذا كان ممكناً أن يرتكب الرسل هذا الخطأ فكم بالحري يكون ممكناً هذا لنا. لهذا من الضروري أن نعرف عند كل مناسبة: ما الذي نطلبه من المسيح وكيف نطلبه؟ ما نقدّمه نحن للمسيح وكيف نقدّمه؟
في منتصف القداس الإلهي، مباشرة قبل مباركة الخبز والخمر ليتحوّلا إلى جسد المسيح ودمه، يعلن الكاهن: “هذه نقدمها لك مما لك، عن كل شيء ومن جهة كل شيء”. هذا الكلام معناه: “التقدمة، أي الخبز والخمر، هي لك، من خليقتك، التي هي كل العالم. نحن نقدمها لك على حسبِ ما علّمنا ابنك، في كل الأشياء، ومن أجل كل ما عمِلتَه لنا، أي كل الأشياء”
إذاً، لا يكفي لنا أن نقدّم تقدماتنا لله وكأننا نتممّ بعض الواجبات، أو لنطلب شيئاً ما. نحن نقدّم تقدماتنا للمسيح: لكي نعبّر له عن شكرنا وامتناننا لكل ما عمله وتحمّله من أجلنا، تحديداً الصليب والقبر والقيامة. ولأنه أوصانا وعلّمنا أن نقوم بذلك
يقول السيّد: أولاً يأتي الغفران والمصالحة مع مَن عندهم شيء ضدنا. من ثمّ تأتي التقدمات المادية أو الروحية للمسيح. كل صلاة من قلب مفعَم بالشر لا تصعد إلى السماوات. إن اشتراكنا بالقداس الإلهي يتطلّب جهداً: تقويم أهوائنا والاعتراف إلى مرشد روحي. عندها فقط، إذا كنا مُرضين حسناً للمسيح، يمكننا أن نطلب إليه بجرأة وحرية تعبير
Source: pemptousia.org