عن ضد المسيح وعلامة الوحش و666

عن ضد المسيح وعلامة الوحش و666

القديس بورفيريوس الكافسوكاليفي

نقلتها إلى العربية ماريا وسلوى الأشقر

سألني الشيخ: “قل لي يا بنَيّ ماذا قال الشيخ أميليانوس عن 666 وضد المسيح؟” فأجبته: “لقد قال لنا في اجتماع قبل أيام قليلة بألاّ نهتمّ. علينا أن نكون مهتمين باقتناء علاقة حيّة مع المسيح ولا نولي اهتماماً كثيراً لضد المسيح، كي لا يصير هو مركز حياتنا لا المسيح”. فإذ بالشيخ (القديس بورفيريوس) يضرب سريره بيديه ويقول: “ماذا قلتَ يا بنيّ؟ المجد لك أيها الإله، أني وجدتُ أباً روحياً يوافقني! يا بنيّ، هؤلاء الآباء الروحيون هنا في العالم، ماذا يفعلون؟ لقد أوقعوا النفوس في الاضطراب، وخلقوا الكثير من المشكلات في العائلات بالـ666. هناك أناس في العالم لا يستطيعون النوم ويتعاطون عقاقير نفسية وحبوب للنوم لكي يغفوا. ما هو هذا الأمر؟ المسيح لا يريد هذه الأشياء يا بنيّ. أأقول لك شيئاً؟”

فقلت: “ماذا أيها الشيخ؟”

فقال لي: “بالنسبة لنا نحن المسيحيين، عندما نعيش خبرة المسيح لا يوجد ضد المسيح. قل لي شيئاً، أنا أجلس على هذا السرير، أتستطيع أنت أن تجلس؟” أجبته: “لا، أيها الشيخ”. فسألني: “لماذا؟” فأجبتُ: “لأني إن جلستُ فسوف أسحقك”. فسألني مجدداً: “ألن تستطيع الجلوس هنا أبداً؟” فقلتُ له: “عندما تمضي، أَجلِسُ أيها الشيخ”. فقال لي: “بالضبط يا بنيّ. الأمر نفسه يحصل في النفوس. عندما يكون المسيح في داخلنا، أيستطيع ضد المسيح الحضور؟ أيستطيع أي شيء معاكس أن يدخل إلى نفوسنا؟ لهذا السبب يا بنيّ، نحن لا نقتني المسيح في داخلنا اليوم ولهذا السبب نهتمّ بضد المسيح.ـ

عندما نحوي المسيح في داخلنا كل شيء يصير فردوساً. المسيح هو الكلّ يا بنيّ وليس علينا أن نهابَ معاكسَه. هذا عليك أن تخبره للناس دائماً. ولأقلْ لك شيئاً. إذا جاء الآن ضد المسيح شخصياً ومعه جهاز يطلِق أشعة لايزر وختم عليّ 666 بالقوة، فلن أستاء. سوف تسألني: ’أيها الشيخ أليس هذا ختم ضد المسيح؟’ نعم، ولكن حتى ولو كتب عليّ 666 ألفَ مرة بأشعة الليزر، بشكل غير قابل للإزالة، فلن أستاء. لماذا؟ لأن يا ولدي، الشهداء الأوائل أطاحوا بالوحوش الضارية، وعندما رسموا إشارة الصليب صارت الوحوش الضارية كالحملان. لقد رموهم في البحر، ولكن عندما رسموا إشارة الصليب صار البحر كمثل أرض جافة وساروا عليها. رموهم بالنار، وعندما رسموا إشارة الصليب بردت النار. يا بنيّ المبارك، ماذا أصبحنا اليوم؟ أنؤمن بالمسيح؟ بصليبنا؟ لماذا أتى المسيح؟ ألم يأتِ ليشددنا في ضعفاتنا؟

هذا ما عليك أن تقوله للشيخ. وعليك أن تخبر الناس ألا يخافوا ضد المسيح. نحن أبناء المسيح، أبناء الكنيسة.” كل هذا ترك أثراً كبيراً عليّ.ـ

Source: Ανθολόγιο Συμβουλών Γέροντος Πορφυρίου, σελ 71, 72-75, δ΄ έκδ. 2003.

***