إن أردتَ أن تنتصر

الراهب بروكلس نيكاو

نقلتها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

إذا أدَنّا نفقد كل شيء. في النهاية، انظروا إلى ما هو الأمر عليه ببساطة. بادئ ذي بدء، يجب أن نكون في الحالة الصحيحة لتلاوة صلاة “أبانا”. فيها نقول “اترك لنا… كما نترك نحن…” انتقدَني أحدهم ولم أسامحه، هذا يعني أنني أكذب عندما أصلي “أبانا…” نعم، لقد تعبتُ وصليتُ لكنني لا أريد أن أسامح. إذاً أنا تعبتُ سدى. البراءة تشدّ الروح القدس ليسكن في قلوبنا.

عندما ننتقم من الناس نوقّع معاهدة سلام مع الشياطين. وعندما تحاول تحمّل إساءات الآخرين، عندها فقط أنت تحاول أن تكافح ضد الأرواح الشريرة. عندما تحاول ألا تحزِن الناس، فإن الروح القدس يساعدك ويمنحك الحكمة وينيرك.

عندما تبدأ بالصلاة لا يكن عندك شيئ ضد أي أحد، لأن هذا هو التقدم الأعظم. ولكن عندما تتذكر الأخطاء أثناء الصلاة يكون الأمر صعبًا للغاية.

فقط الذين أصبحوا أغنياء بالتواضع سيحصلون على الكثير. وكلُّ ما يُعمَل بالتواضع لا يسبب خلافًا.

لو كان هناك رهبان كثيرون يقضون حياتهم بطريقة إلهية في الأديار، يصلون ليلا ونهارا، فإن كل شيء سوف يصير أفضل. إذا كان هناك مسيحيون في العالم يتوبون ويحفظون أنفسهم من إدانة خدام الكنيسة، فإن الله الصالح سيربط أعمال الشيطان – في آخر المطاف، نهاية العالم بين يدي الله.

من المهم جداً أن تحفظ عقلك من كل ما هو خطيئة. كل من يتوخى الحذر من الخطايا الصغيرة التي بالكاد تُفهَم أهميتها لن ينتهي به الأمر إلى خوض معركة مع خطايا كبيرة، لأن الله يحرسه ويرى جهاده وتواضعه.

إن محادثة الأفكار النجسة يثير الأهواء، وحتى إذا كنتَ لا توافق عليها، فسوف تعذبّك لأيام كاملة وحتى لأسابيع. إذ تتحادث مع هذه الأفكار، تحدّث الشيطان مباشرة. فمن ثَمّ يبتعد الروح القدس، لأنك لم ترِد أن تجاهد. لكي يساعدك الروح القدس مجددًا، عليك أن تضع بداية طيبة من التوبة في قدر كبير من التواضع، وبقدر ما تستطيع، لا تُدِنْ أحداً، وتمنَّ الخلاص للجميع، وخاصة اعتبر الجميع أفضل منك.

الروح القدس رقيق جداً ومرهَف. إن الانغماس في فكرة إدانة واحدة وموافقتها يكفيان لجعل الروح القدس يرحل.

التمييز يُكتَسَب بالتواضع. إن لم تعمل على اقتناء التواضع سوف تسقط أمام كل خطر.

إن أردتَ أن تنتصر اعملْ التالي: كَنْ أكثر صرامةً مع جسدك وارحم أخاك. لنستفِد من الرحمة لإصلاح الآخرين، ولا نعيّر أحداً، بل لنضع ذواتنا في مكانهم.

الصرامة مسموحة إلى أن تصير قاتلة للمحبة. هناك أنفس حساسة لا تستطيع احتمال الكلمات السيئة. إنها تتبرعم وتنمو عندما تكون محاطة بالجمال واللطف والكلمات الحسنة والوداعة.

* Monk Proclu Nicău. Tell Me. Sfânta Mănăstire Putna, 2016.

مقالات أخرى

يوحنا الكوكوزاليس

يوحنا الكوكوزاليس إعداد راهبات دير مار يعقوب “إنّ هدف ترانيم الكنيسة هو جعل شرارة النّعمة المختبئة فينا تشتعل بصورة أسطع وأكثر دفء. فالتّراتيل والمزامّير والتّسابيح الرّوحية قد وُضعت كي تضرم الشّرارة وتحوّلها إلى لهيب” (ثيوفان الناسك) تيتّم يوحنّا في سن

اقرأ المزيد

يهوذا أم بطرس أم يوحنا – الشماس تيودور الغندور

يهوذا أم بطرس أم يوحنا الشماس تيودور الغندور   في فترة الصوم الأربعيني المقدس، نقع كثيرًا على موضوع الخطيئة والتوبة وتضع أمامنا الكنيسة المقدّسة العديد من القديسين كأمثلة عن التوبة كالقديسة مريم المصرية. وأما في الأسبوع العظيم المقدّس فيمكن أن

اقرأ المزيد

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية: مثال أم القديس إكليمندس الأنقري القديس نيقولا فيليميروفيتش نقلتها إلى العربية أمل قرة في أيامنا هذه، كثيراً ما تسمع من الأهل هذه الكلمات: “نريد أن نضمن حياة أولادنا” هذا ما يجعلهم يعملون بجدية

اقرأ المزيد