الخطيئة والمرض: نظرة أرثوذكسية
د. نيقولاوس كويوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
في أحد أكثر الأمثلة جمالاً في التربية الكنسية، تقول الأخت ماجدالين من دير القديس يوحنا المعمدان في آسكس، أنه لا يمكننا أن نتحدّث بشكل جاف عن هذا الموضوع الحسّاس، وأن لا نشعر بأننا معنيون. وحتّى لو اعتقدنا بأننا غير معنيين بالمرض عندما نكون في صحة جيدة، إلا أننا مع القليل جداً من معرفة الذات المسيحية فلن ندّعي بأننا لا نحسّ بأننا معنيين بالخطيئة.
هناك خطر عظيم كامن للذين يبذلون جهداً لينظروا إلى العلاقة بين الخطيئة والمرض من زاوية لاهوتية: فهم سوف يغلقون الموضوع بأفكار نمطية قاسية غالباً ما نسمعها حتّى من الباب الملوكي وهي تقدّم اللاهوت والكنيسة وكأنهما صارمين ولا بل قاسيين في الحالتين اللتين تنطبقان بشكل مطلَق على الشخص البشري: الخطيئة والمرض. هنا بالضبط حيث الإنسان المجروح، الخاطئ والعليل، في حاجة قصوى للكنيسة والكاهن واللاهوتي وكل مسيحي.
إن الأمر يتطلب خبرة روحية أصلية وتمييزاً عظيماً إن أردنا مقاربة هذا الثنائي الشديد الترابط، الخطيئة والمرض، من خلال حقيقة الإيمان واللاهوت ومن دون غض النظر عن لبّ الإيمان واللاهوت، أي المحبة والإحسان.
بحسب القديس غريغوريوس بالاماس، إن الذين لم يحققوا أي خبرة مباشرة فإن الطريق الأكثر أماناً هو العودة إلى الآباء القديسين والشيوخ المتميزين الذين يقودهم الروح القدس. ينبغي أن تكون نقطة انطلاقنا دوماً ما تؤكّده النصوص الإنجيلية التي، بحسب الشيخ صوفروني آسكس، تحفظنا من ارتكاب جهود طائشة ورديئة.
سوف نحاول إذاً أن نضع هذا الأمر ضمن إطار الرواية الكتابية، مع بعض الاسترداد التاريخي ومن ثم التقدّم نحو اﻹشارة إلى بعض الأوجه التي نعتقد أن لها قيمة خاصة ليس بسبب ثقلها اللاهوتي بل بوجه خاص بسبب ملاءمتها الرعائية.
لطالما طرح المرض والألم مشكلة دقيقة عبر العصور، خاصةً من جهة فهمهما. في العالم القديم، أراد الناس لا أن يشفوا الألم والمرض وحسب بل أيضاً أن يفسّروهما. قد يكون أنّ البشر في العصور القديمة جداً، حين وسائل الشفاء كانت قليلة وعديمة الفعالية، كانوا يميلون إلى تبنّي تفسيرات غيبية أكثر من التوجّه نحو الأسباب البيولوجية. في الشرق القديم، الأقصى والأدنى، رأى الناس المرض كبليّة تطلق عنانها الأرواح أو الآلهة لخطأ في العبادة أو كحركة تعكس العجرفة. كانت الأرواح والآلهة تغضب وكنتيجة لذلك ترسل المرض الذي كان البشر يحاولون إزالته بالتعاويذ والتضرعات والضحايا. ليس من باب الصدفة أنّ في الديانات القديمة كان الكاهن أو الشامان يأخذ دور الطبيب كوسيط بين العالمين المادي والروحي.
تغيرت الأمور كثيراً من الزمن حين أوجد اليونان القدامى فن الطب وعلمه وطوروهما، عبر الملاحظة المنهجية. يعرف أغلب الناس استمرارية التاريخ منذ أبقراط، إلى جالينوس المسيحي، نزولاً إلى أيامنا. جدير بالإشارة عند هذه النقطة أنّ الطب لم يولد فقط في الحضارة اليونانية بل ازدهر فيها عبر عصور كثيرة. بحسب المصادر، الأطباء اليونان تفوقوا جداً على الرومانيين، لكن كان لدى البيزنطيين دائماً أطباء استثنائيون. خلال الحكم التركي، أنتج الشتات اليوناني شخصيات طبية مهمة. حتى أول حاكم لليونان الحر، يوحنا كابوديسترياس، درس ليكون طبيباً. إلى اليوم، يبرع اليونانيون في الطب، في بلادهم وخارجها. في هذه اللحظة، في أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي تقدماً، اليونانيون مطلوبوم جداً كأطباء. إذا اعتبرنا دور الأساطير الحضرية في التقدم المهني، فقد يكون خلف هذا التقدم التقليد اليوناني بتمنّي رؤية الناس يعيشون أصحاء ومعافين من جراحهم.
نأتي الآن إلى طريقة تعاطي الكتاب المقدس مع ظاهرة المرض. يكمّل الوحي الإنجيلي التقليد القديم المذكور أعلاه في الشرق وبين النهرين. نقطة تركيزه شبه المطلقة هي على المعنى الديني للخطيئة والشفاء، ضمن إطار المخطط الإلهي للخلاص. بمعزل عن أي شيء آخر، المرض هو تعبير عن سلطة الموت على الجنس البشري (1كورنثوس 28:11-32).
في العهد القديم، الصحة – والحياة بكل مظاهرها بشكل عام– تفترض مسبقاً وجود قوة محيية. من النادر أن يكون سبب المرض طبيعياً والملاحظات الطبية محدودة بشكل خاص. كل شيء يتوقّف على الله ولا يشذ المرض عن هذه القاعدة. لذا يوجد كثرة من الإشارات حيث الله يسمح بالمرض، ما يستتبع عادةً وجود قوى روحية تتدخل، كملاك الهلاك والشيطان في حالة أيوب.
الارتباط بين الخطيئة والمرض شديد وشبه تلقائي في الروايات الكتابية. ليس المرض ضمن نطاق قوة الخلق التي بها خلق الله العالم والبشر. إنه يأتي كنتيجة للخطيئة. في الوقت عينه، إنه إشارة لغضب الله الذي يضرب الخطأة، إسرائيل الخاطئة والعالم الخاطئ. إلى هذا، يوجد أيضاً وجه تربوي في خبرة المرض حيث تهدف إلى شحذ وعينا لإثمنا. إنه لنموذجي أن في المزامير، طلب الشفاء هو دائماً مصحوب بالاعتراف بالخطيئة نحو الله: “لَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ مِنْ جِهَةِ غَضَبِكَ. لَيْسَتْ فِي عِظَامِي سَلاَمَةٌ مِنْ جِهَةِ خَطِيَّتِي.لأَنَّ آثامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي…لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبَرْتُ” (مزمور 38). وهناك المرض الذي يضرب شعب الله كله، دون أن يكون المتلقّون دائما مذنبين. هنا يأتينا السؤال العظيم المستعصي حول العدالة الإلهية: من أين يأتي الشر (Unde malum)؟ مَن يُلام عليه؟ فلنترك هذه الفكرة إلى وقت لاحق. إن الورطة التي يخلقها هذا السؤال في زمن اليوم العقلاني هي أكثر شدة مما كان عليه في زمن إسرائيل القديم، وطريقة تعاطينا معه في عملنا الرعائي هي بشكل مساوٍ تحدٍ عظيم.
لدينا أيضاً حادثة أخرى حيث البارّ يعاني من دون ذنب، كما في أيوب وطوبيا. في هذه الحالات يقدّم الكتاب المقدس الجواب: الهدف هو إظهار أمانة المؤمن وتمجيد اسم الرب “ليكن اسم الرب مباركاً“.
كما يوجد منظور نبوي–أخروي للمرض. إن عبد يهوه في أشعياء يحمل مرض شعب الله ويتألّم بهدف التكفير عن خطايا شعبه (أشعياء 4:53).
يجب أن نشير إلى أن في العهد القديم لم يكن محرّماً في أي مكان اللجوء إلى العلم الطبي لشفاء المرض. على العكس، في حكمة سيراخ، الطبيب هو شخصية مكرّمة، ليس لمنفعته المهنية وحسب بل أيضاً كحامل لبراعة مفضلة لدى الله نفسه (“لأن الرب جعله فيها“). في أي حال، يوجد أفضلية واضحة لإحالة المرض إلى الله وطلب الشفاء ممَن هو معروف على أنه سيّد الحياة. يعترف الشعب بخطئهم بتواضع، يندبون البؤس الذي سقطوا فيه وينتظرون النعمة والرحمة من الله. بهذه الطريقة، الشفاء هو إشارة إلى حضور الله.
بالرغم من طبيعته التربوية، لا يتوقف المرض عن أن يُعتَبَر بموضوعية كشيء شرير وأن يُنظَر إلى إبادته الشاملة عبر منظور أخروي. في آخر الأزمنة، عندما يجدد الله العالم، سوف تمحى العلة ونتيجتها، أي الخطيئة والمرض معاً.
لقد استمر اليهود في العيش في زمان العهد الجديد في الحالة التي وصفناها. حادثة المشلول عند بركة الغنم وسؤال التلاميذ عن الرجل الأعمى: “مَن الذي أخطأ؟” تؤكّد بشكل أكثر أو أقلّ هذه النظرة لهذه الثلاثية المؤلّفة من الخطيئة والمرض والتدخل الإلهي.
إن حضور المسيح يبرهن تحولاً نحو اختلاف في الممارسة كما في الرؤية. يستجيب المسيح مباشرة لمَن هم في المرض. إنه يشفق عليهم ويشفيهم ويحررهم من قيود المرض. من المهم الإشارة أن هناك حالات حيث المرض يتعلّق بباثولوجيا الجسد، أو بمرض النفس كالمسّ الشيطاني أو مزيج من الإثنين كما في حالة المرأة المنحنية. هذا المزيج من الخطيئة والمرض يبدو حاضراً في الحوادث التي فيها المسيح يشفي وبالحقيقة هو يشير إلى هذا المزيج. هنا يصير عندنا عامل آخر لا نستطيع إغفاله. المسيح يشفي أولاً ومن ثمّ يناشد الإنسان “لا تعد تخطئ“. ما يريد رؤيته أولاً هو الإيمان والثقة بشخصه لا التبكيت. التوبة كابتعاد عن حياة الخطيئة نحو الحياة الحقيقية كانت مطلوبةً بعد أن يعطي نعمته وموهبته. كان يشتهيها كنتيجة للاشتراك في محبته، وكشرط ملهِم لا كفرض أو ضرورة. بالنسبة للمسيح، هؤلاء المرضى قد عانوا قدراً كبيراً من العذاب، وليس بنيّته أن يزيد على هذا. إنه يرغب بتحريرهم، بإعطائهم أجنحة، بملء روحهم بالرجاء والإصرار، حتّى تكون التوبة نتاجاً للحرية.
في حوادث كحادثة المرأة الكنعانية أو والد الصبي الممسوس، يبدو المسيح وكأنه يصعّب الأمور ليس على المرضى أنفسهم بل ليعلّم الآخرين من الحضور وبالتحديد أولئك الذين في دائرة تلاميذه. وينبغي أن نلحظ هنا أمراً آخراً وهو على نفس القدر من الأهمية. تشير الرواية الإنجيلية إلى أن المسيح كان يرغب بشفاء المرضى حين يطلب منه ذلك طرف ثالث. بتعبير آخر، حين كان الطلب يأتي من قريبٍ، خصوصاً مع شعور متواضع بالمجاملة، كما في حالة قائد المئة التي حيث فوق هذا يأتي القريب من مستوى اجتماعي آخر أو من أمة أخرى أو من عرق آخر وغيره. بتعبير آخر، يمرر المسيح شيئاً من قوته الشافية إلى الأشخاص الذين يطلبون المعونة، إذ يقلّدونه في التعبير عن وصية المحبة المزدوجة بالتواضع نحو الله والمحبة للإخوة من البشر.
بالطبع، هذا كله لا يعني أن المرض أزيل مع مجيء المسيح إلى العالم، بالرغم من أنه في إعلانه شفاء المريض يشير المسيح إلى حضور الله في شخصه هو. إلى جانب طلبه منهم ألاّ يعودوا يخطئوا ينذر المسيح نبوياً “لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ“. هذا الإنذار ليس ذا طبيعة شخصية فقط للمريض المعني بل هو أيضاً تألّم نبوي على البلايا التي سوف تصيب الجنس البشري. إن سر الإبراء الإلهي هو الآن حقيقة تاريخية مكتملة، من خلال التجسد والصلب والقيامة. إن الطبيعة الإلهية اتّخذت طينَنا علاجياً واتحادياً وهو الآن يجلس عن يمين الآب. لكن بُنية الخلاص كلها لا تستطيع استئصال حقيقة الحرية البشرية الكلية القوة التي مُنِحَت لكل واحد منا عندما وُضِعَت صورة الله فينا، بشكل لا يمكن انتزاعها. وهكذا، بالرغم من لطف الله وتحذيره في الملكوت كما من خلال المسيح في الأناجيل، ما زلنا نعود إلى الخطيئة ونسبب لأنفسنا ما هو “أشرّ“. في هذه الحالة بالتحديد، “الأشرّ” ليس أن يصير الإنسان أكثر مرضاً مما كان عليه، بل هو قساوة القلب التي تقع عندما ينسى البشر الهبة الإلهية، أو ما هو أسوأ عندما يزدرون بها. عندما لا يؤدّي الشفاء من المرض والخطيئة إلى حمد الله وتمجيده، ولا إلى التوبة، عندها يحوّل الناس الشفاء، بطريقة أنانية ومتمحورة حول ذواتهم، من سبب للخلاص إلى فرصة للخطيئة.
هنا أحد أوجه العملية الشفائية المهمة بشكل خاص يصير ظاهراً: اكتمال العملية يتطلب القبول والمساهمة البشريين. الله، بعمله كفائق القدرة ولكن ليس كديكتاتور ينتظر ردّ الحرية البشرية على هبته، حتّى بمعزل عن مرض الجسد يستطيع أيضاً ان يشفي الإرادة. إنه قادر على أن يجعلنا نطلبه ونحبه بحرية، إنه قادر على جعل الصورة المخلوقة تعود بشكل دائم إلى الأصل.
إذاً، واضح في الرواية الإنجيلية، أن المسيح يعتبر أن الخطيئة هي المرض الرئيسي في الطبيعة البشرية. لهذا السبب هو غالباً ما يبدأ شفاءه بإعطاء الحلّ من الخطايا. كخالقٍ، إنه يعرف أحكام طبيعتنا أكثر من أي آخَر كان. إنه يعرف تماماً انه من الصعب تنوير البشر سواء من خلال الخوف من المرض أو بنعمة الشفاء. إنه يقدّم موته على الصليب على أنه الشفاء الحازم والنهائي لمركز المرض، أي الخطيئة. هناك، يكتسب المرض والألم البشري معنى مختلفاً. يعلن المسيح “متى ارتفعتُ، أجذب الكل إليّ“. هذا الجذب يطبع منظوراً مختلفاً نوعياً على الوجود البشري وهو إلى حد كبير يمثّل انقلاباً. إن نبوءة أشعياء تتمّ وما يعمله المسيح لنا لا يستطيع الناس أن يعملوه لأنفسهم، وهو ما يصفه الرسول بولس بلغة مأساوية في رسالته إلى أهل روما: “وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟” الخطيئة تنغلب بشكل كامل مرة واحدة مع الصليب والموت والقيامة.
في النهاية، كل هذا هو سر غير مفهوم عندنا في جوهره مع أنه متاح لنا من خلال حياة الكنيسة. إن تغيرنا الأسراري بالمعمودية والميرون والمناولة الإلهية والميرون المقدّس يمنحنا إمكانية رؤية المرض كاشتراك في الصليب الذي يقود إلى القيامة، ليس بعد الآن كوسيلة للتنوير، بل كحالة من النعمة التي تقود إلى التألّه. هكذا يُنظَر إلى المرض من منظر الفداء الخلاصي.
حتى ولو نجحنا في تقديم رسم تقريبي للعلاقة بين الخطيئة والمرض عبر منظور لاهوتي، يبقى عندنا أسئلة متّقدة نطرحها على ذواتنا كما على الذين يتوجّهون إلينا بشكل لا يمكن تلافيه:
1. كيف يختبر عملياً كلٌ منا العلاقة بين الخطيئة والمرض؟
2. كيف يمكننا أن نصنّف ونشرح وننقل هذه الثنائية إلى الآخرين القريبين منّا والبعيدين؟ كيف يمكننا أن نتعامل مع الحالات الصعبة كالأمراض الخطيرة عند الشباب، أو موت أحد الأحباء الفجائي؟
3. كيف يمكننا أن نتحدّث إلى الآخرين عن كل هذا؟ هل هم جميعاً في موقع يسمعون ويستوعبون نفس الكلمات؟
قد لا يكون هناك منظار من خلاله نعالج هذه الأسئلة أفضل من الأدب النسكي في تقليدنا الهدوئي. عبر تحليله الجراحي للشخصية البشرية، يمكن لهذا التقليد الهدوئي أيضاً الولوج إلى سر كائننا النفسجسداني (psychosomatic) بروح من التمييز الخيّر وبهدف تقديسنا وشفائنا الكلي. هناك الكثير من الإشارات في نصوص الآباء النسّاك القدماء، وبدلاً من العودة إليهم للمساعدة في تقديم نظرتي هنا، قد اخترتُ أن أعود إلى كتابات القديسين المعاصرين والشيوخ المتميّزين، كالقديس باييسيوس والشيخ صوفروني من آسكس والشيخ أميليانوس من سيمونوبترا. إن فهم تعليم هؤلاء القديسين والشيوخ أكثر سهولة لجيلنا. علينا أن نتذكّر أنه حتّى عندما يتوجّه هؤلاء الشيوخ إلى الرهبان وليس إلى العلمانيين، فإنهم يعرفون جيداً أن مستمعيهم هم أشخاص وُلِدوا وترعرعوا في هذا الجيل، جيل العقلانية والتشكيك في كل شيء والاستهلاك على كل المستويات، والمكننة حتى للجسد البشري، والسعي إلى السهل من الأمور. عندما كان خريسوستوموس أسقف رودوستولون رئيساً للمدرسة الأثوسية كان يقول: “في الجبل المقدس نحن نصدِر شهادات وفاة فقط، لا شهادات ولادة“. ما كان يعنيه هو أن كل الرهبان هناك يحملون معهم إلى حد ما خبراتهم ومشاكلهم وخطايا العالم خارجاً.