تحمّل عار الاعتراف
الأرشمندريت زخريا زخريو
نقلتها إلى العربية مجموعة التراث الأرثوذكسي
سؤال: في القيام بالخطوات التي قدمتموها لنا ، أعتقد أن أصعبها هو التغلب على الخوف من العار. هذا ما أحاول القيام به في رعيتي. فالناس لا يأتون للاعتراف على الرغم من أن أرواحهم مثقلة والأشياء تدفعهم إلى الجنون، لأنهم لا يستطيعون التغلب على عار الاعتراف بخطاياهم. كيف تقود الناس في هذا الاتجاه؟
جواب: أعتقد أن قوة تحمل العار هي هبة من الله. عندما كنت أبًا روحيًا شاباً وعديم الخبرة، أخبرني الشيخ صوفرونيوس بأن أشجّع الشباب على الاعتراف بالأشياء التي يشعرون بالخجل بها، لأنهم إذا تعلّموا القيام بذلك، فإن العار يتحوّل إلى قوة ضد العواطف، فيتغلّبون على الخطيئة. هذا هو بالضبط ما حدث في شخص زكا. كان يحمل العار طواعية، والرب، الذي كان في طريقه إلى أورشليم لكي يتألّم بصليب العار، رأى زكا يحمل خزيًا من أجله ورأى فيه روحاً مماثلة. وضع زكا نفسه بشكل نبوي في طريق المسيح، في طريق الصليب، وبطريقة نبوية تفعّل سر الصليب وقيامة المسيح في قلب زكا. اتّسع قلبه وصار قادراً على الدخول في قوة الإيمان. لقد أنقذَنا المسيح بصليب العار، حتّى عندما نعاني من العار من أجله، يعتبر هذا الأمر بمثابة امتنان، وبالمقابل ينقل إلينا نعمته التي تجدّد حياتنا.
هذا هو بالضبط ما يحدث في الاعتراف. إن الذين يعترفون بصدق ويحمّلون أنفسهم عار خطاياهم يتجدّدون. أمّا الذين يهزّون أكتافهم ويقولون ، “لا شيء محدد ، الأشياء المعتادة …” إنهم لا يتحمّلون أي خزي، ويبقى قلبهم غير متأثر، وبالكاد يحصّلون أي فائدة. أمّا الذين، بخزي وقلب منسحق، يجرّدون أرواحهم عراة أمام الله وأمام إنسان آخر، “تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُهمْ” (أعمال 14: 15) فإن خزيهم يكتشف القلب، يضعه، ويجلبه إلى السطح. من ثمّ هذا ، يفتح القلب لاستقبال نعمة التجدد والتعزية. نحن نرى ذلك في حياة الكثيرين الذين يأتون إلينا: بقدر ما يكون الخزي الذي يتحملونه بندامة كبيراً، متّهمين أنفسهم أمام الله، تزداد النعمة التي يتلقونها لتحسين حياتهم وتحقيق بداية جديدة.
From “Remember thy First Love” by Archimandrite Zacharias Zacharou