في المحبّة الحقيقية والصافية
الشيخ جرمانوس الستافروفوني
نقلتها إلى العربية علا مقصود
هل تريد أن تعرف ما نوع المحبة التي تشعر بها؟
قف أمام مرآة الإصحاح 13 من رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس وفكّر بصدق هل ينطبق عليك ما قال الرسول بولس.“الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“
هؤلاء الذين يحبّون قريبهم محبة صادقة متوافقة مع مشيئة الله يشعرون بسلام وفرح كبيرَين في داخلهم. أما الذين يحبّون بشكل زائف سطحي، جسدي، ومادي، يشعرون باضطراب واهتياج في داخلهم.
المحبة الحقيقية مرتبطة بروح التواضع والتضحّية والعطاء. هؤلاء الذين يحبّون بصورة مطابقة لمشيئة الله يضحّون برغباتهم وراحتهم لأجل من يحبّون. أما الحب غير المتوافق مع مشيئة الله متعلق بالأنانية ومن يحب مثل هذه المحبة يطلب من الآخرين التضحية من أجله بدلاً من التضحية لأجلهم.
إن محبة أعدائنا تخفي حكمة كبيرة فعندما نقابل الشر بالخير نصبح مشابهين للمسيح فتأتي نعمته وتغمرنا. إن نعمة الروح القدس تفيض علينا. القديسون يحبّون حتى مضّطهديهم. وهذه الحقيقة كانت أساسية ليظهَروا أصدقاء حقيقين للمسيح، أي قديسيه.
إن محبة القريب لا يُعبّر عنها بالكلام فقط بل يجب أن تُبرهن بالأعمال. إن المحبة الحقيقية تشع على الوجه نوراً فائق الطبيعية للشخص المحبوب. أما وجه من يبغض فمتجهّم ومكفهر لا بلّ مظلم. المحبة الحقيقة لا تبتهج بمصائب الآخرين ولا هي تحزن من نجاحاتهم.