عندما تحدث الأمور السيئة
الشيخ تريفون
نقلتها إلى العربية وعد مخول
نحن غالباً ما نتساءل لماذا يسمح الله بحدوث الأمور السيئة، حتى أحياناً نتساءل فيما إذا كان الله يهتم على الإطلاق بالأمور الشريرة التي تحدث للأشخاص الصالحين. لكننا ننسى أن إلهنا خلقنا بطريقة تتيح لنا أن نردّ محبته لنا، وبهذه الحرية نقدر أن نحبّ الآخرين.
لقد أُعطينا كلنا الحرية لفعل ما نريد، ولنعيش حياتنا بالطريقة التي ترضينا. الرب يتركنا نتعاطى المخدرات، يتركنا نقلّل من احترام أهلنا أو الأشخاص الذين قررنا أنهم أدنى منا. إنه يتركنا نتجنّب دفع ضرائبنا، أو نحتال لأجل الكسب. الرب يتركنا نتجنّب الذهاب إلى الخدم في كنائسنا، في حين أنه يسمح لنا بالاحتفال مع أصدقائنا في ليلة السبت بدل مناجاتنا لله خالقنا.
يسمح لنا إلهنا بإضاعة كل وقتنا على متابعة تسليتنا ، والتركيز على الشبكات الاجتماعية من دون أي همّ لنبتعد عن الصلاة إليه. إنه يتركنا نسرع ونقطع خط الوسط نحو حركة السير القادمة، مع أنه لا يحب ذلك عندما نفعله. هو يمتنع عن فرض نفسه علينا، ويتركنا نتخذ قرارات حتّى ولو خاطئة، ولكن ذلك محزن لأنه يعرف ماذا سيحصل نتيجة ذلك.
إلهنا، الذي هو دائماً محبّ وراعٍ ورحيم يسهر على كل واحد منا، حتى أن لديه آمال وخطط لنا تماماً كما تفعل عائلاتنا. ولكنه، كما أهلنا الأرضيين، يسمح لنا باتخاذ قرارنا بما سنفعل، وكمثل أصدقائنا وعائلاتنا هو يحزن عندما نتّخذ قرارات خاطئة. الأمور الخاطئة تحصل ليس لان الله لا يهتم، ولكن لأننا في إرادتنا الحرة، نحن مخلوقاته، نجعل الأمور السيئة تحصل باختيارنا أن نفعل ما نريد بغضّ النظر عن النتائج.
أخيراً، نحن نعيش في عالم ساقط، وهذا ليس من عمل الله، إنه من عملنا. الله لم يخلق الشر، نحن خلقناه، والنتيجة النهائية كانت أن الموت دخل إلى عالمنا. المسيح أتى ليدمّر قوة الموت بموته وبقيامته المقدسة.