“هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم” (مرقس 29:9).
هذه هي الوصفة الطبية المنقذة لأعظم طبيب للنفوس البشرية. هذا هو العلاج المجرَّب والمثبت. ما من علاج آخر للجنون. أيّ نوع من المرض هو؟ إنه حضور وهيمنة الروح الشرير في الإنسان، روح شرير خطر يجاهد لتحطيم جسد وروح ذلك الإنسان في النهاية. الصبي الذي حرّره إلهنا من الروح الشرير، ألقاه هذا الروح الشرير مرة في النار، 0ومرة في الماء من أجل تدميره.
طالما أن الإنسان يكتفي بالفلسفة عن الله يبقى ضعيفاً وعاجزاً تماماً أمام الروح الشرير الذي يهزأ من سفسطائية العالم الضعيفة. لكن، ما أن يبدأ الإنسان بالصوم والصلاة، يمتلئ الروح الشرير بخوف لا يوصف، فلن تستطيع الروح الشريرة أن تتحمل رائحة الصوم والصلاة بأي شكل. إن عطر هذه الرائحة الحلوة يخنقها ويضعفها لتجهد تماماً. إن في داخل الإنسان الذي يتفلسف عن الإيمان وحَسبْ مكان واسع للشياطين. لكن مع الذي يبدأ الصلاة والصوم بصدق وصبر ورجاء، يصبح الشيطان ضعيفاً ومحاصراً وعليه الهرب من مثل هذا الانسان. بعض الأمراض الجسدية ليس لها إلا دواء واحد. ضد مرض الروح العظيم هذا، وهو الشيطانية، هناك نوعان من العلاج، اللذان يجب أن يُستخدما معاً وفي نفس الوقت: الصوم والصلاة. الرسل والقديسون صاموا وصلوا الى الله. هذا هو السبب الذي جعلهم أقوياء لمواجهة الروح الشريرة.
يا يسوع المنعِم، الطبيب والمساعد في كل المآسي، ثبتنا بقوة روحك القدوس لنكون قادرين على الالتزام بتعاليمك عن الصوم والصلاة من أجل خلاصنا وخلاص قريبنا. أمين.