“أحبك لأنك أنت“، هل سبق لنا أن تساءلنا عن الرسالة التي تتضمنها هذه العبارة؟ أحبك ويمكن لي أن أحبك حتى لو لم تكن مثلي، هذا هو التفسير الأول. لأنه في الحقيقة، إن أردتُ لك أن تكون مثلي، فأنا لا أحبك.
في المحبة، الفرادة الخاصة بكل شخص هي التي تخلق الغنى المستمر في العلاقة. ولكن بخلاف ذلك وكما يقولون في المجتمع: “العمر أو العلاقات والزواج“. وهي صحيحة بقدر ما نسمح نحن لها بأن تكون صحيحة.
فإذا كنا لا نؤمن بقدرة الإنسان على الوصول إلى القداسة ومشاركة الله في مجده ونعمته أكثر فأكثر، هذا يعني أننا لن نحصل أبداً على شخص جديد.
لكن نحن نعمل على تصحيح أعمال الله، معتقدين بأننا نعلم كيف تسير هذه الأمور بشكل أفضل، هكذا سنرى حتى مأساة هذه القضية عندما نحصل على علاقة أخرى يومية وأساسية للغاية.
علاقة الآباء والأمهات بأطفالهم، وكذلك علاقة الأطفال بآبائهم وأمهاتهم، هي علاقة صعبة، ففي كثير من الأحيان تكون خالية من الحرية تحت مسمى المحبّة، وأغلبها يحل فيها كبرياؤنا مكان المحبّة، وبذلك يسهل دخولنا في صراع.
في الواقع، عندما نربي أطفالنا، كيف تكون رؤيتنا لحياتنا؟ هل نربي أطفالنا ليعيشوا بحرية ويتعلموا كيف يعتمدون على أنفسهم، أو أننا “نكافئهم” لأنهم يستمعون إلينا؟
إذا كنا نفرح لأن أطفالنا يستمعون إلينا في كل شيء نحن بذلك نعترف ونوضح لأنفسنا أننا معصومون عن الخطأ وأننا دائماً على صواب وفرحنا هذا لأنهم يستمعون إلينا. ولكن في الوقت نفسه يجب أن نقلق إذا كانوا دائما ً يستمعون إلينا، وخاصة في مرحلة البلوغ، هذا الوقت الذي يبذل فيه طفل صغير جهداً للحصول على الحرية.
أنهم بحاجة إلى محبتنا لكن ليس على حساب حريتهم، كما أنه ليست هناك حرية دون مسؤولية، ونحن اختبرنا ذلك عن تجربة.