هل يملك القديسون معرفةً لا تخطئ في الأمور العلمية
الأب جون رومانيذس
نقلتها إلى العربية جولي عطية
عندما يستنير النوس بالروح القدس، يحتفظ بذكر الله في ربّ المجد الذي هو المسيح المتجسّد. إنها مرحلة التحرّر من التأثيرات الشيطانية، والاتحاد بالمسيح، حيث يكون الشخص مصونًا بكليّته، جسدًا روحًا، من الخطأ، وممنوحًا الوحي والحكمة، فيميّز بين قوى الله وقوى المخلوقات، بخاصّة قوى الشيطان.
ذلك لا يعني أنّ الإنسان يقتني عندها معرفةً لا تخطئ فيما يخصّ الحقائق المخلوقة بتفاصيلها العلمية، إنما فقط فيما يرتبط بصلتها بالحقيقة غير المخلوقة، والتي هي مجد ناسوت المسيح في شركته مع القديسين.
الإنسان الذي يكون في حالة المعاينة، وبالتالي ملهَمًا، لا يصبح عالمًا أو باحثًا لا يخطئ، بل لاهوتيًّا لا يضلّ. هو لا يخطئ عند الكلام عن الله وما يتعلّق به، لكنّ هذا لا يجعله عالمًا أو مؤرّخًا.
وفي هذا الإطار يمكننا أن نفهم عصمة الكتاب المقدس، والآباء، ومجامع الآباء.
يكتب الميتروبوليت يروثيوس (فلاخوس) مطران نافباكتوس معلّقًا على ما تقدّم:
“عندما نقول إنّ القدّيس يصبح ملهَمًا من الله لا يَضلّ، لا نقصد بالطبع أنّه وصل إلى العصمة فيما يختصّ بكلّ موضوعٍ وارد، العلوم وغيرها، لا بل يُحتمل أن يُظهر ضعفًا معيّنًا بتأثيرٍ من الشيطان. إلاّ أنه، فيما يرتبط بالأمور العقائدية، معصومًا وملهَمًا من الله في آنٍ واحد، إذ إنّه تسلّم التقليد من الروح القدس“.