الذكرانيَّات المقدَّسة
مداخلة للمغبوط الذِّكر الأستاذ يوحنا فوندولّيس
موضوعُ هذه المداخلةِ هو “الذكرانيَّاتُ المقدَّسة” ، أي الطلباتِ التي ترفعُها الكنيسةُ المقدَّسةُ من أجلِ إخوتِنا الراقدين، و هي تنقسمُ إلى جزئين. في الجزءِ الأوَّل، نحاولُ أن نعطيَ صورةً تاريخيةً عن الموضوع، أي سنرجعُ إلى التقليدِ حولَ الذكرانيَّاتِ و كذلك ممارسةِ الكنيسةِ منذُ البداية، إلى أن صارَ الترتيبُ الليتورجيُّ جامداً. هذه التطرُّقُ الى التاريخ، حتَّى في هذه الحالة، و في أيِّ موضوعٍ عباديٍّ أخر، لا يصيرُ لأسباب فضوليَّةٍ تاريخيَّة، بل سببٍ جوهريٍّ و أساسيّ. هكذا، نحمي شرعيَّةَ ممارساتِنا الليتورجيَّةِ و بالتالي الطلباتِ من أجلِ الراقدين، التي تُتمِّمُها الكنيسةُ من أجلِ راحةِ نفوسِهم و تعزيةِ الاحياء. هكذا تُفكِّرُ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ التقليديَّة، و تتكلَّمُ في اللاهوتِ و تعمل. يُبرِّرُ التقليدُ ممارستَنا الحاليَّةَ و يؤكِدُ صحَّتَها. نحنُ لا نُجدِّدُ بل نتَّبعُ الترتيبَ الذي تسلَّمناه من ربِّنا يسوعَ المسيح، و الرسلِ القدِّيسينَ و آباءِ الكنيسة. فالبتقليد، نَثبُتُ بتواضعٍ و ثقة، و باسمِه نُتابعُ الحياةَ الروحيَّةَ و العباديَّةَ في أحضانِ الكنيسة مُستدعينَ رحمةَ الله, مؤمنينَ أنَّ مراحمَه ستغلبُ كثرةَ خطايانا. نقولُ هذا بدالَّةٍ في أفاشينِ إحناءِ الركبِ في غروبِ العنصرة، التي هي في الأساسِ صلواتٌ للراقدين:” قابِل مآثمَنا برأفتِك، و تغاضَ عن كثرةِ زلاَّتِنا بلجَّةِ تحنُناتِك” (الإفشين الأول).
في الأسئلةِ التي يطرحُها المؤمنونَ وغيرُ المؤمنين عن الأهمِّيَّةِ و الفائدةِ من الطلباتِ التي يرفعُها الأحياءُ من اجلِ راحةِ نفوسِ الراقدين، طالما أنَّه ليس من توبةٍ في الجحيم، سنجيبُ نحن بأنَّ هذا ما درجت عليه الكنيسةُ منذُ العصورِ الأُولى. هذه السذاجةُ ظاهريًّا ” هكذا تسلَّمنا“، تُشيرُ الى ثقتِنا الكلِّيَّةِ و رجائِنا الثابتِ و الحيِّ برحمةِ الله، كذا التأكيدُ على أنَّ ممارسةَ الكنيسة، التي تُعبِّر عن إيمانِها و حقيقةِ كشفِ الله ِفي يسوعَ المسيحِ للعالم، تُشكِّلُ لنا كلِّنا الضمانةَ أنَّ صلواتِنا تصيرُ وفقَ مشيئةِ الله و هي مفيدةٌ لنفوسِ المنتقلين. بأيَّةِ طريقةٍ سيصيرُ هذا الأمر، سندَعِ الأمرَ لعمقِ محبَّةِ الله. هذا هو جوابُنا تقريباً على الموضوع، الذي يتعلَّقُ بالذكرانيَّاِت من وجهةِ نظرٍ ليتورجيَّة. كيف يُواجَه الموضوع نظريًّا، على أساسِ تعليمِ الكنيسةِ عن الأخرويَّات، و الحياةِ بعدَ الموتِ و القيامةِ و شركةِ القدِّيسين، هذه مواضيعُ تمَّ تحليلُها في مداخلاتٍ نظريَّةٍ سابقة. و لكنَّنا سنبقى في الإطارِ التاريخيِّ – الليتورجيِّ فقط.
لقد حدَّدتِ الكنيسةُ، مباشرةً منذُ البدء صلواتٍ خاصَّةً من أجلِ راحةِ نفوسِ آبائنا و إخوتِنا الراقدين. هذا يشكِّلُ نتيجةَ الإيمانِ و تعليمَه أنَّ المؤمنينَ الراقدينَ يعيشون، حتَّى بعدَ الموتِ، في االمسيحِ و أن شركةَ الإيمانِ و المحبَّةِ بينَ الأحياءِ و الأمواتِ لا تنقطع، يعبَّرُ عنها بالصلواتِ المتبادلة. يطلبُ الأحياءُ من أجلِ الموتى و الموتى من أجلِ الأحياءِ، بالطبعِ القديسونَ، الذين لهم داَّلةٌ عندَ الله. هكذا تتحدَّدُ الصلواتُ و الخدمُ من أجلِ الراقدينَ في ذكراهم ، أي الذكرانيَّات. بهذه الطريقة تُتابعُ الكنيسةُ التقليدَ و الممارسةَ العمليَّة، أي العاداتِ في الخدمِ الخاصَّةِ بالأموات التي كانت موجودةً في زمنِ مجيء المسيحِ بالجسدِ و إنشاءِ الكنيسةِ و انتشارِها. و بعدَ امتدادِ حضورِها، أعطتِ الكنيسةُ لبعضِ الاعتقاداتٍ معنًى جديداً و تابعَت فيها.
توجدُ في العهدِ القديمِ شهاداتٌ عن الممارسةِ اليهوديةِ قبل المسيح. ففي طوبيا 4، 17 يوجدُ التعليمُ التالي” ضع خبزَكَ عندَ قبرِ الأبرار“، و هذا يُشيرُ إلى إقامةِ مائدةٍ عندَ القبورِ أو تقدماتِ رحمةٍ للفقراء، و هذا بكلِّ وضوحٍ من اجلِ ذكرى المنتقلين. و قد أرسلَ يهوذا المكابيُّ إلى هيكلِ أورَشليم كلَّ ما هو مطلوبٌ لكي تتِّمَ الذبيحةُ من أجلِ الذين سقوط في الحرب . فالقرابةُ مع الممارسةِ المسيحيةِ اللاحقةِ واضحة.
كان عابدو الأوثان أيضاً، يقدِّمونَ ضحايا و تقدماتٍ من أجل الموتى. من عهدِ هوميروس، كانت موائدُ الرحمةِ بعدَ الدفنِ معروفةً، و الكلُّ كانَ يعتقدُ بأنَّ الميتَ يُشاركُ الجالسينَ الطعام. هذه الموائدُ كانت أيضاً تُقام بترتيبٍ في أيَّامٍ محدَّدةٍ بعدَ الدفنِ و في اليومِ الثالثِ وفي التاسعِ و الثلاثينَ و في كلِّ سنةٍ يومَ ميلادِ الميت. القرابةُ هنا مع الممارسةِ المسيحيَّةِ أكثرُ وضوحاً.
لقد تابعَ المسيحيُّونَ ما ذُكرَ أعلاه بطريقةٍ مزدوجة الإحسانَ من اجلِ المنتقلين، كتعبيرٍ عن المحبَّةِ تُجاههم و تجاهَ الذين يصلُّونَ من أجلِهم، و الصلوات. و كما وردَ في الاوامرِ الرسوليَّة ( أواخر القرن الرابع) يتوجَّبُ أن تُقدمَ حسناتٌ للفقراءِ من ” ممتلكاتِ” الميت و “من أجلِ ذكراه“.و يحثُّ على ذلك الذهبيُّ الفم، و إيرونموس، و ترتليانوس، أثناسيوس المنحول و آباءٌ آخرونَ و كتَّاب كنسيُّون. و لكن بالمقابل كانت تُقامُ موئدُ عندَ قبورِ الموتى أو حسنات ، و هذه ما زالت حتَّى يومِنا هذا و لكنَّها مختلفةٌ بينَ منطقةٍ و أُخرى. و المائدةُ التي تُقام من أجلِ راحةِ نفسِ الراقدِ ليست منفصلةً عن عملِ الرحمة، لأنَّ الجميعَ يشتركُ فيها، ليس فقط الأهلُ الأقاربُ و أصدقاءُ الراقد بل الكهنةُ و الفقراءُ و الغرباء. جديرٌ بالذكرِ هو المعنى الروحيُّ، الذي تُعطيهِ “التعاليمُ الرسوليَّة“، للذين يشاركونَ في هذه الموائد: كعملِ صلاةِ و شفاعةِ الأحياءِ من أجلِ الراقدين، “بما أنَّكم مدعوُّونَ إلى ذكراهم، فكُلوا بترتيبٍ، و خوفِ الله، ذلك أنَّكم قادرونَ أن تتشفَّعوا من أجل المنتقلين” (الأوامر الرسوليَّة)
و على أيِّ حال، يوجدُ في “الأوامر الرسوليَّة“، لا فقط صلواتٌ و طلباتٌ “من أجلِ إخوتِنا الراقدين في المسيح“، و التي هي في الأساسِ حاويةٌ أيضاً الطلباتِ المستخدمةَ في الأفاشينِ المألوفةِ عندَنا ” و أغفر له كلَّ خطيئةٍ فعلَها طوعياً أو كرهياً و …. رتِّبه في بلدةِ الأتقياء، و أسكنه في أحضانِ إبراهيم, و إسحاقَ و يعقوب… حيثُ لا وجعَ ولا حزنَ و لا تنهُّد” بل أيضاً شهاداتٌ على أنَّ الذكرانيَّات، التي تُقام في اليومِ الثالثِ و التاسعِ و الأربعينَ و السنة، قد حدَّدّها الرسلُ القدِّيسون. و قد أُعطيَ تبريرٌ لاهوتيٌّ و كتابيٌّ لكلِّ يومٍ من هذه الأيَّام: ” تمِّموا ذكرانيَّةً في اليومِ الثالث، بالمزاميرِ و القراءاتِ و الصلواتِ للقائمِ من بينِ الأمواتِ في اليومِ الثالث، و في التاسعِ من أجلِ تذكُّرِ الراقدين و اليومِ الأربعين بحسبِ العادةِ القديمة، لأنَّ موسى هكذا امرَ الشعب,و تذكاراً سنوياً من اجلِ تذكارهِ“. و قد قُدِّمت شروحاتٌ لاهوتيِّةٌ مماثلةٌ واستشهادٌ بالعهدِ القديمِ أو المعنى اللاهوتيِّ للأرقامِ و خاصَّةً في حياةِ السيدِ و ظهوراتِهِ بعدَ القيامة، و ذلك لتبريرِ اختيارِ أيَّامِ تتميمِ الذكرانيَّات: الثالوثُ القدُّوس، دفنُ السِّيد لثلاثةِ أيَّام(الثالث)، الطغماتُ الملائكيَّةُ التسعة، أو العددُ المقدَّس 3*3 أو ظهورُ السيِّد في اليومِ الثامنِ بعدَ يومِ القيامة (التاسع)، و صعودُه إلى السماءِ بعد أربعينَ يوماً من القيامةِ (الأربعين). يوردُ القدِّيسُ سمعانُ التسالونيكيُّ تفاسيرَ أُخرى كانت منتشرةً في عصرِه، كانت تُقابلُ أيَّامَ الذكرانيَّاتِ بمراحلِ الحملِ بالجنينَ و تشكُّلِهِ من جهة، و انحلالِ الجسدِ الطبيعيِّ بعدَ الدفنِ من جهةٍ ثانية. كانت هذه التفاسيرُ تستندُ إلى العلومِ الطبِّيَّةِ في ذلك العصر، و لم يتبنَّاها القدِّيسُ سمعان، الذي بكلِّ استقامة فضَّل” أن يفهم كل شيء روحياً و إلهياً، ولا يفسِّرُ ما يختصُّ بالكنيسةِ على أساسِ الأحاسيس“. على كلِّ حال، المهمُّ هو أنَّ الكنيسةَ حافظة على أخلاقِ ما قبل المسيحيَّة، و التي لم تتعارض مع تعليمِها، و قد أسبغت عليها معنى مسيحياً جديداً و عدَّلت بعضا منها لأسبابٍ لاهوتيَّة. هكذا عملت عندما بدَّلت الثلاثينَ يوماً إلى أربعين، و الواضحُ أن ذلك جاءَ بسببِ التأثيرِ اليهوديِّ و ليتناسبَ مع صعودِ السيِّد. و هكذا تتمَّمُ الذكرانيَّاتُ السنويَّة، و ليس ذكرى بلا معنى كالتي تُقامُ في يوم ميلادِ الناس، بل في يومِ الولادةِ بالمسيحِ والرقادِ والولوجِ إلى الحياةِ الحقيقيَّة، أي في يومِ “رقاد” ،المؤمنين،” يومِ ميلادهم” ترتيبٌ حكيمٌ جداً.
نتعلَّمُ من مختلفِ تبيكوناتِ الأديارِ المحفوظةِ تقاليدَ خدمِ الجنَّاز، و التي تحفظُها الأديارُ و الكنائسُ التي في العالم. تصير كلَّ يوم على مدى أربعينَ يوماً، في خدمِ الغروبِ و السحر، طلبةٌ خاصةٌ من أجلِ الراقدِ و تُقدَّمُ من أجل راحةِ نفسهِ الذبيحةُ غير الدموية. يتطرَّقُ الأباء، بشكلٍ خاصٍّ إلى أهمية إقامة القداس الإلهيِّ من أجل المنتقل، و أهميةِ ذكرهِ فيه و الاستفادة منه، و من بينِ هؤلاءِ الأباءِ القديس كيرلُلس الأوراشليميّ ( القرن الرابع)، الذي يُشدِّدُ على ” الفائدة الكبرى” التي تحصل للنفوس ” التي تُقدَّمُ من أجلِها في الذبيحةِ المقدسةِ الرهيبة” ( التعليمُ الميستاغوجيّ، الفصل الخامس)، و كذلك القدِّيسُ سمعان التسالونيكيّ ( القرن الخامس عشر) الذي يُطابقُ التقليدَ الليتورجيَّ حول القدَّاسِ الإلهيِّ، لأنَّه بهذه الطريقة بواسطةِ أجزائِهم الموضوعةِ على الصينيَّةِ المقدَّسة، يشتركونَ أسراريًّا، و بشكلٍ غيرِ منظورٍ بالنعمة، و يتناولون، و يطلبون، و يخلصونَ و يبتهجونَ في المسيح السيِّد ( الحوار، فصل 373). اذا رقدَ أحدٌ ما في فترةِ الصياِم الأربعينيِّ، حيث لا يمكن أن يُقامَ أربعونَ قداساً له، عندئدٍ يصيرُالتدبيرُ التالي: يُتمَّمُ الثالثُ في أوَّلِ سبت، و التاسعُ في السبتِ الثاني و تُتَمَّمُ القداديسُ الأربعونَ ابتداءاً من يومِ الاثنين الذي يلي أحد توما. هذا الترتيبُ مهمٌّ جداً.
سنأتي الانَ إلى الجزءِ الثاني من المداخلة. فلنحافظ على التعليمِ الأساسيِّ و هو أنَّ ما هو أساسيٌ في ذكرانيَّةِ الراقدِ يصيرُ في القدَّاسِ الإلهيِّ و بكلماتٍ أُخرى، إنَّ الخدمةَ الحقيقيَّةَ للذكرانيَّةِ مُرتبط ، بشكلٍ ثابت، بتتميمِ سرِّ الشكرِ الإلهيِّ، كما رأينا من قبلُ في سر المعموديةِ والزواجِ والزيت….
عدا عن الذكرانيَّاتِ الفرديَّةِ التي تصيرُ في اليومِ الثالثِ والتاسعِ والأربعينِ و في الذكرى السنويَّةِ لرقادِه، أدخلَتِ الكنيسة، في كلِّ الخدمِ طلباتٍ من أجلِ راحةِ النفوسِ و الغبطةِ الأبديَّةِ لآبائِنا و إخوتِنا الراقدين، أي طلباتٍ عامةً أو أفاشين، تُذكرُ فيها الأسماء. هكذا لدينا طلباتُ صلاةِ الغروب، و السحريَّة و القدَّاسِ الإلهيّ ” إرحمنا يا ألله …. و أيضاً نطلب من أجل الذكرِ المغبوطِ و الراحةِ الأبديةِ لنفوس ….”، و خدمة التقدمة، و الطلباتُ ” لنصلِّ…” في صلاةِ نصفِ الليلِ والنوم، و الطروباريَّةُ الخاصة بالأمواتِ في الساعة الثالثة، و بشكل خاصٍّ في القسم الثاني من صلاةِ نصفِ الليلِ اليوميَّة، التي تُصنَّف في المصادرِ ” تريصاجيون من أجلِ الموتى“, و تحتوي على مزمورين (120 و 133) ثم قدوس الله و ثلاثُ طروباريَّاتٍ خاصَّة بالراقدين ( أُذكر يا ربُّ عبيدك بما أنَّك صالح…) ، ووالديَّه و إفشين (” أُذكر يا ربُ أباءَنا و إخوتَنا الذين رقدوا على رجاءِ القيامةِ والحياةِ الأبديَّة…”)
إنَّ سبوتَ السنةِ كلَّها مخصَّصةٌ للراقدينَ و الطلباتِ من أجلِهم. فيها يُرتَّلُ كلُّ ما يختصُّ بالراقدينَ من طروباريَّاتٍ و قوانينَ بحسبِ لحنِ الأسبوع، و تُتمَّمُ كذلك الذكرانيَّاتُ بشكلٍ قانونيّ. و هناك سبتانِ خاصَّانِ في السنَّة، السبتُ الذي يقعُ قبلَ أحد مرفعِ اللحم و السبتُالذي قبلَ أحدِ العنصرة، هما يومانِ مشتركانِ تُقامُ فيهما ذكرانيَّاتٌ عامَّةٌ إذ ” نتمِّمُ ذكرى جميعِ المسيحيِّينَ الأرثوذكسيِّين، من آبائنا و إخوتنا الراقدين منذ الدهر“. يرجعُ اختيارُ يومِ السبتِ كيومِ ذكرى الراقدين، من ناحيةٍ إلى خاصيَّتِهِ كيوم ” راحة” كما جاءَ في التكوينِ أنَّ الله الخالقَ استراحَ من أعمالِ الخلق (تك2:2)، و كذلك بالنسبةِ لذاك السبتِ من أسبوعِ الآلامِ المقدَّسةِ حيثُ “سبَتَ” يسوعُ المسيحُ السيِّدُ في القبر. كانت توجدُ أعيادٌ سنويةٌ للموتى في العالمٍ ما قبل المسيحيَّة، و قد قابلتها الذكرانيَّاتُ العامَّةُ التي تُقام في السبتَين المحدَّدينِ لذكرى النفوسِ الراقدة. في السبتِ الواقعِ قبل أحد مرفع اللحم، يوجدُ بينَ الأوديةِ السادسةِ والسابعةِ من قانونِ السحر سنكسارٌ كتبَه نيكيفوروس كاليستوس كسانثوبوليس، يُحلِّلُ فيه التعليمَ الكنيسةِ عن الحياةِ بعد الموت، و يعرضُ تفصيلاً عن الذكرانيَّاتِ و كم تستفيدُ نفوسُ الراقدينَ منها.
من كتاب ” مواضيع ليتورجيَّة” الجزء الثالث
للأستاذ المغبوط الذِّكر يوحنا فوندولّيس
إصدار الخدمة الرسوليَّة أثينا 2007 (ص29-36)
نقله إلى العربيَّة رهبانُ دير رقاد والدة الإله– حمطوره