“أفكارنا تحدّد حياتنا: حياة وتعاليم الشيخ تداوس من دير فيتوفنيشا (الصربي)”
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
– سيروا نحو الله من دون أن تنظروا إلى الخلف.
غالباً ما نجد أن أولئك الذين لم يسبق لهم أن يعرفوا الله عندهم من الإيمان أكثر من الذين يدّعون أنهم كانوا ملتزمين طوال حياتهم. عندما يعود إنسان لم يعرف الله إلى رشده ويبدأ بالصلاة إلى الله، فهو يعرف كيف كانت حياته من قبل ويعرف مَن هو الذي أعانه على إيجاد النور في آخر النفق.
كلّنا نخطأ بشكل دائم، ننزلق ونقع. في الحقيقة، نحن نقع في فخاخ يضعها الشياطين. يقول لنا اﻵباء والقديسون “من المهم أن تسارعوا إلى القيام مباشرة بعد كل سقطة وتتابعوا السَير نحو الله“. حتّى ولو وقعنا مئة مرة في اليوم، ﻻ يهمّ. علينا أن نقوم ونتابع السير نحو الله من دون أن ننظر إلى الخلف. ما جرى قد جرى، إنّه في الماضي. فقط تابعوا السير، وفي الوقت عينه تابعوا طلب المعونة من الله.
كل شيء، سواء كان حسناً أو سيئاً، يأتي من أفكارنا. فأفكارنا تصير حقيقة. حتّى في هذا اليوم يمكننا أن نرى أن كلّ الخليقة، كلّ ما هو موجود على اﻷرض وفي الكون، ما هو إﻻّ فكرة إلهية تجسّدت في الزمان والمكان.
نحن البشر خُلِقنا في صورة الله. لقد مَنِح الجنس البشري هبة عظيمة، لكننا بالكاد نفهم ذلك. قوة الله وحياته هي فينا، لكن نحن ﻻ ندرِك ذلك ولا نفهم أننا نؤثّر باﻵخرين بأفكارنا.
– لا يمكنك أن تتعلم التواضع حتى تعاني الكثير في قلبك.
– الفرح هو الشكر، و أفضل ما يمكننا أن نقدمه للرب، الذي يخلّصنا من الحزن والخطيئة، تعبيراً عن الشكر هو أن نكون فرحين.
– تعتمد حياتنا على نوع الأفكار التي نغذيها. إذا كانت أفكارنا سلمية، هادئة، وديعة ورقيقة، تكون حياتنا على هذا المنوال. إذا حوّلنا انتباهنا إلى الظروف التي نعيش فيها، فسوف ننجذب إلى دوامة من الأفكار ولن يكون عندنا ﻻ سلام ولا هدوء.
– إن إيماننا بالرب ضعيف، وثقتنا به قليلة جداً. لو كنّا نثق بالرب بقدر ما نثق بصديق عندما نطلب منه أن يفعل أي شيئ لنا، لما كنا نعاني بهذا المقدار لا كأفراد ولا كبلاد.
– إن وجود شخص يصلّي حقاً في الأسرة هو أمر ذو أهمية كبيرة. فالصلاة تجتذب نعمة الله وجميع أفراد الأسرة يشعرون بها، حتى الذين صارت قلوبهم باردة. صلّوا دائما.
– يجب على المرء أن يحب الله أولاً، وبعد ذلك فقط يمكن للمرء أن يحب أقرب الأقرباء والجيران. ﻻ ينبغي أن نكون أصناماً بالنسبة إلى بعضنا البعض، فهذا ليس من إرادة الله.
– عندما نتحدث إلى إخواننا البشر ويخبروننا عن مشاكلهم، نحن نستمع إليهم بعناية إذا كنّا نحبهم. نحن نتعاطف مع معاناتهم وألمهم، لأننا مخلوقات الله ومظهر من مظاهر محبته.
– لا ينبغي أن يعظ الإنسان من عقله المنطقي بل من القلب. وحده ما هو من القلب يمكن أن يلمس قلباً آخراً. ﻻ ينبغي بالمرء أبداً أن يهاجم أو يعارض أيٍ كان. إذا كان على الواعظ أن يرشد الناس إلى الابتعاد عن شرٍ ما، فعليه أن يفعل ذلك بخشوع وبكل تواضع، وبخوف الله.
– المحبة هي التضحية. المحبة تضحي بنفسها من أجل اﻷخ. المحبة تهزم كلّ شيء.
– نحن بحاجة إلى التوبة. أنتم ترون، ليست التوبة في أن نقصد الكاهن ونعترف وحسْب. يجب أن نحرر أنفسنا من هاجس الأفكار. نحن نقع مرات عديدة في حياتنا، ومن الضروري جداً أن نكشف كلّ شيء [في الاعتراف] إلى الكاهن الذي هو شاهدٌ على توبتنا.
التوبة هي تجديد الحياة. هذا يعني أننا يجب أن نحرر أنفسنا من جميع صفاتنا السلبية ونتحوّل نحو الخير المطلق. ما من خطيئة لا تُغتفَر إلا خطيئة عدم التوبة.
– منطلقنا هو دائماً خطأ. إذ بدلاً من أن نبتدئ بذواتنا، نحن نريد دائماً أن نغيّر الآخرين أولاً وأنفسنا في اﻷخير. لو كان الجميع يبدؤون أولاً بأنفسهم، لَعَمّ السلام في كل مكان!
– التواضع هو خاصية إلهية وكمال الحياة المسيحية. يتحقق التواضع من خلال الطاعة. مَن هو بلا طاعة لا يستطيع أن يكتسب التواضع. قليلون جداً في عالمنا اليوم مَن عندهم الطاعة. نحن يكون لدينا التواضع على نسبة ما تكون لدينا الطاعة.