يا أخي، تصوّرْ دائماً هذه الحقيقة لنفسك: أنّ ما يزرعه الإنسان في هذه الحياة يجنيه مئة ضعف في الحياة الآتية. وامتحن ذاتك يومياً على أساس هذه الحقيقة، ماذا بذرت للحياة الآتية، أقمحاً أو أشواكاً؟ وبعد امتحان نفسك، اعتزم على فعل ما هو أفضل في اليوم التالي، وعَيشِ حياتك كلها على هذا النحو. إذا كنت قد قضيت اليوم بشكل سيئ، بدون صلاة الى الله كما يجب، ولو للحظة واحدة دون شعور بالندم من القلب، من دون أن تواضع نفسك عقلياً، دون أن تظهر العطف أو الصدقة لأحد، من دون مسامحة شخص ما على خطأ، دون احتمال الإهانة بصبر، بل بدلاً من ذلك أفسحت الطريق للغضب ولم تظهِر أيّ ضبط للنفس في الكلام أو في الأكل والشرب، أو إذا تركت عقلك يُغمَر في الأفكار النجسة – عندما تقوم بمراجعة كل هذا في عقلك، أدِنْ نفسك وفقاً لضميرك واعقد النية في اليوم التالي على أن تكون أكثر انتباهاً إلى ما هو خير وتحترس أكثر مما هو شر
وهكذا، انتبه أكثر من أي وقت مضى لحقلك، أيها العزيز، ونظّفه من الشوك، واحذرْ كمسيحي حقيقي من العمل فقط للطعام البائد، بل لذلك الذي يدوم إلى الحياة الأبدية (يوحنا 27:6). إذ ماذا نكسب إذا كنّا إرضينا ذواتنا تماماً في هذه الحياة بالشرف والمجد والثروة وجميع أنواع الملذات، ولكننا أفرغنا روحنا من ثمار الروح القدس، فنمثل أمام الله مجرّدين مثل شجرة غير مثمرة يابسة تلقى في النار(متى 10:3)؟ بِرَجُلِك الخارجي قدّم ما لقيصر لقيصر (مرقس 17:12)، أما بِرَجُلِك الداخلي فحدّق دائماً نحو الله وتأمّلْ ناموسه، والله سيكون معك
أكثر من أي شيء آخر، أخشى أن تتأذى من الرِفقة السيئة. الرفيق الذي لا يفكّر إلا بالنساء والأوقات الطيبة هو رفيق سيئ بالتأكيد. إذ كما يقول الكتاب، الْخَمْرُ وَالنِّسَاءُ تَجْعَلاَنِ الْعُقَلاَءَ أَهْلَ رِدَّةٍ (ابن سيراخ 2:19). ابتعد عن مثل هؤلاء الناس، فالعادات الرخوة والشهوانية تتجذّر فينا بسرعة وسهولة، وأنه من الصعب جداً التخلص منها. قلّة هم الذين يحررون أنفسهم تماماً من العادات الشريرة، ومعظمهم قد انهوا حياتهم في هذه الأهواء إلى حين دينونتهم الأبدية، فليجنبنا إياها الرب الرحيم، أنت وأنا. أنا على ثقة أنّ فيك روح مخافة الله التي تمكّنك من حماية نفسك من الخطيئة والاسترشاد نحو الفضيلة. هذه القراءات التي أبعث بها إليك يمكن أيضاً أن تساعدك في هذا المجال. احفظ هذه المبادئ قدر استطاعتك، وبالتأكيد “يتجدد كالنسر شبابك”
أما بالنسبة لي، فأنا أعيش منفرداً في نفس المكان كما من قبل. المجد لله! أنا في صحة جيدة ومحفوظاً بنعمة الله