إذا أظهرتَ الرحمة في وقت ما لأحد، فسوف تلقى الرحمة. إذا عاملت أحد المتألّمين بإشفاق (وهذا ليس عملاً عظيماً) فسوف تُعَدّ بين الشهداء. إذا سامحتَ مَن أهانك فلن تُغفَر كلّ خطاياك وحسب، بل سوف تكون ابناً للآب السماوي.
إذا صليّتَ من كلّ قلبك للخلاص، حتّى ولو قليلاً، فسوف تُخَلَّص.
إذا وبّختَ ذاتَك وشجبتها وأدنتَها أمام الله بسبب خطاياك بضمير مرهَف فسوف تُبرَّر حتى لهذه. إذا حزنت لخطاياك أو بكيتَ أو تنهدتَ، فإن تنهدك لن يخفى عنه وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “إذا نحتَ من أجل خطاياك فسوف يحسب ذلك لخلاصك”.
***
إذا ازداد ضعف روح التقوى فيك، فهذا ليس مفاجئاً لأنّك موجود في دائرة اجتماعية حيث ترى وتسمع في آن واحد كلّ ما هو على تضاد مع هذه الروح، وقلبك يشارك في هذه الأمور سواء عن إرادة أو من غير إرادة. لهذا أنا آسف من أجلك. ولكن يا أخي الصغير عليك ألاّ تهمل نفسَك بشكل كامل. ‘ليك أن تنير روح التقوى بقراءة روحية صغيرة أو بصلاة قصيرة أو بتذكّر الأبدية وتطبيق ما تبقّى من وصايا المسيح. عليك أن تغذي ذاتك وتنمو إلى إنسان كامل، على مقياس قامة ملء المسيح (أفسس 13:4). تذكّر العشار في الإنجيل الذي كان صاحب سلوك معيب وفاسد، لكنّه لم ينقطع عن الذهاب إلى الهيكل مع أن حياته عكس ما يرضي الله بالكامل. وحدث مرة أنّه أرضى الله ببعض كلمات التوبة فترك الهيكل مبرراً على عكس ذاك الفريسي الذي كان يحفظ الناموس بحماسة.
أيها العزيز، لا تخمد الروح بالكلية ولا توهِن ذاتك باللامبالاة وشهوة الجسد وتشتيت الذهن في تخيلات استحواذية، لئلا بعد ذلك تعاني كثيراً كالعبد الكسلان الذي في الإنجيل، الذي خبّأ موهبة النعمة التي حصل عليها في المعمودية والتي لا ينبغي أن تبقى مطمورة وبلا ثمار في نفس المسيحي.