إن عمل الكنيسة وهدفها يختلفان عن عمل الدولة والأحزاب وهدفها. الأحزاب ضرورية في المجتمع الديموقراطي وإلا فإن حكم الأقلية والديكتاتورية يسيطران. الاختلاف السياسي والإيديولوجي بين الأحزاب يخدم المجتمع إذ بهذه الطريقة يمكن للمواطنين أن يختاروا الحزب الذي يعبّر عن نظرتهم في البرلمان. مبدأ “الكلمات تناظر الكلمات” هو الصفة المميزة للديموقراطية والمجتمع البشري وكل الأنظمة الإيديولوجية.
لكن الكنيسة تعمل بشكل مختلف. ما من اختلافات عقائدية فيها ولا هي تسعى إلى تجميع الأصوات من الناس، لا ينبغي أن تلقي كلمات سياسية أو حزبية، ولا ينبغي أن تتدخل في المواجهات السياسية مستعملة لغة لاهوتية للتسييس وتربط نفسها بالفصائل الحزبية.
إلى هذا، يمكن إيجاد أعضاء الكنيسة في كل التشكيلات الحزبية وبالطبع الكنيسة تتبنّى كل الشعوب، ومن بينهم قد يكون هناك قديسون فعليون أو ممكنون. لغة الكنيسة فدائية ولاهوتية وتركّز على المدينة العلوية وتعبّر عن العبارة الرسولية: “مدينتنا في السماء”. بشكل طبيعي، يحاول أعضاء الكنيسة نقل هذه المواطنية الأخروية إلى المشهد التاريخي، لكن بطريقة أخرى ليتورجية وروحية ومقدِّسة للإنسان والتاريخ.
عندما يعمل رعاة الكنيسة بهذه الطريقة يكسبون احترام المجتمع والسياسيين المنتمين إلى كل الأحزاب. من الأمور ذات المعنى أنّ الإكليريكيين (اليونانيين) الذين عملوا خلال الحرب الأهلية على الانسجام وفي أعمال الخير من دون أن يلزموا أنفسهم بأي إيديولوجيا كسبوا محبة المجتمع واحترامه.