لقد أعطى الله البشر كلمة “محبة” لكي يستطيعوا أن يسمّوا علاقتهم به بهذا الاسم. تفقد هذه الكلمة معناها عندما يسيء الناس استعمال هذه الكلمة بالإشارة إلى علاقتهم بالأشياء الأرضية.
إنسَ أعمالك الحسنة بأسرع ما يمكن… لا تسجّل أعمالك الصالحة إذ إذا سجّلتها فسوف تتلاشى قريباً، ولكن إن نسيتها فسوف تُكتَب في الأبدية.
كل ما تخسره باسم الله تحفظه. كل ما تحفظه لمصلحتك تخسره. كل ما تعطيه باسم الله، فسوف تحصل عليه مع فائدة. كل ما تهبه لمجدك وغرورك، ترميه في المياه. كل ما تأخذه من الناس وكأنه من الله يحمل لك الفرح. كل ما تحصل عليه من الناس كما منهم فسوف يحمل إليك الاهتمامات.
كما أن البشر لا يدخلون في حرب ليتمتعوا بالحرب، بل ليخلصوا منها، كذلك نحن لا ندخل هذا العالم لنتمتّع به، بل لنخلص منه. يذهب الناس إلى الحرب من أجل شيء أعظم من الحرب. كذلك نحن ندخل هذه الحياة الوقتية من أجل شيء أعظم: الحياة الأبدية. وكما أ، فكرة العودة إلى المنزل تسبب الفرح للجنود كذلك المسيحيون يتذكرون بشكل ثابت نهاية حياتهم وعودتهم إلى وطن أسلافهم السماوي.
الله والشرير موجودان في قطبين معاكسين. لا يمكن لأحد أن يدير وجهه لله ما لم يدر ظهره للخطيئة. عندما يدير المرء وجهه لله كل سبله تقوده إلى الله. عندما يدير وجهه بعيداً عن الله فكل طرقه تقود إلى الهلاك. في النهاية عندما يرفض الإنسان الله بالقول وبالقلب لا يعود قادراً على عمل أي شيء إلا ما يخدم دماره الكامل، دمار نفسه وجسده.
الكذب، والكذب وحده، يفصلنا عن الله. الأفكار الكاذبة، الكلمات الكاذبة، الأحاسيس الكاذبة، والرغبات الكاذبة، هذه مجمل الأكاذيب التي تقودنا إلى العدم والوهم ورفض الله.
إذا أراد أحد ما أن يكوّن فكرة عن أهرام مصر، فعليه إمّا أن يصدّق أولئك الذين سبق وكانوا بجوار الأهرام، أو عليه أن يقترب منها بنفسه. ما من خيار آخر. على المنوال نفسه يمكن للإنسان أن يكوّن انطباعاً عن الله: عليه أن يثق بأولئك القائمين بالقرب من الله، أو عليه أن يحتمل آلام الاقتراب منه بنفسه.
الحقيقة ليست فكرة، ولا هي كلمة، ولا هي علاقة بين الأشياء، ولا هي قانون. الحقيقة هي شخص. إنها كائن يسمو على كل الكائنات ويهب الحياة للكل. إذا سعيت إلى الحقيقة بمحبة ومن أجل المحبة، فهي سوف تكشف لك نور وجهه بقدر ما تستطيع أن تحتمل من دون أن تحترق.
إذا كنّا نحيك في النهار ونفكّ في الليل فلا شيء يكون محبوكاً. إذا كنّا نبني في النهار ونهدم في الليل، فما من بناء يقوم. إّذا كنّا نصلّي ونصنع الشر أمامه، فالخواء هو المحبوك وما من منزل يُبنى لنفسنا.
إذا صرتَ غنياً، تأمّل إذا ما كنت تقدر أو تعجز عن احتمال الفقر بجدارة. إذا كنت سعيداً، تخيّل كيف يمكنك أن تلاقي البؤس بجدارة. عندما يمدحك الناس، تفكّر كيف يمكنك أن تحتمل الإهانة بجدارة. وخلال كل حياتك فكّر في كيف يمكنك أن تلاقي الموت بشكل يستحق الثناء.