“ليس هو ههنا، لكنه قد قام” (لوقا6:24)
ماريَّـا قبارة
القيامة فيض الحياة الإلهية في إنسانية المسيح المنفتحة على الله بعطاء تام. فالمسيح بلغ قمة التخلي بصليبه المقدّس وقدّم كليته لله الآب تقدمة محبة فتدفقت الحياة الإلهية في إنسانية المسيح المنفتحة كلياً لله الآب وتحوّلت بالمجد الإلهي.
إن مجد إلوهية يسوع المتجسّد كان مستتراً وراء الطبيعة البشرية التي اتخذها بحدودها وشقائها. وبصليب المسيح تحققت القيامة وظهر مجد الرب بقيامته من بين الأموات
فبعد أن رُفع المسيح إلهنا على الصليب رفع خطايا العالم وذاق الموت، ونزل إلى أسافل دركات الجحيم فسحق الأمخال الدهريّة المثبتة وللحال قام من بين الأموات وصعد إلى السماء بمجد وقوة
وهكذا علينا أن نخرج من هذا العالم وندخل بشبه آلام الرب في قبر التوبة والتواضع فيدخل الرب إلى أجسادنا كإلى قبر ويتحدّ بنفوسنا الميتة مقيماً إياها معه من جديد
علينا أن نسرع إلى الكنيسة؛ بريتنا ومحرابنا، “كثيرة هي أولاد البريّة” (اش1:54)، وأن نحلَّ قيود خطايانا بأن نشرب الماء الحيّ كالسامرية، وماؤنا الحي هو التعاليم الإلهية، وأن نختن كل هوى خبيث وشهوة ضارة، ونتناول المنّ الإلهي؛جسد مخلصنا ودمه الكريمين. وهكذا نعيّد فصحاً مقدساً لائقاً، فهذا هو اليوم البهيج الفرح، يوم الغبطة والسرور، عبق قيامة المسيح، فلنفرح ولنتهلل به.
والقيامة توبة، ونحن الخطاة الأموات علينا بالتوبة لنعبر القيامة، فالقيامة ليست ذكريات ننشدها ونتذكرها ولا طقوس نمارسها بل هي حياة نحياها مع الرب يسوع القائم من بين الأموات والذي أقامنا معه.
فهلموا بنا إلى قبر المخلص مع النسوة البشيرات لنجده فراشاً أعدّه لنا الرب بأكفانٍ ثمينة، ونجد منديله لنمسح به دموعنا المسكوبة في جهادنا في هذا العالم، ونتعرف مع المجدلية على صوت الرب “صوت حبيبي، هوذا آتٍ طافراً على الجبال قافزاً على التلال” (نش8:2)، ونحوّل قلوبنا نحوه ونهتف: “ربي وإلهي المجد لك”
المسيح قام، حقاً قام