أيقونة القيامة

أيقونة القيامة

أثناسيوس موستاكيس

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

 

سوف نحاول أن نشير إلى الملامح الأساسية للأيقونة الأرثوذكسية المسمّاة “النزول إلى الجحيم”. أول ما ينبغي ملاحظته هو اختلافها الكليّ عن الأيقونة الغربية التي تصوّر المسيح صاعداً من القبر حاملاً علماً صغيراً فيما الحرّاس المنذهلون منطرحون على الأرض. هذه الأيقونة الغربية تقدّم قصة لم يرَها أحد. لحظة القيامة هي سر مستتر.

المقاربة الأرثوذكسية مختلفة بالكليّة. إنها تصوّر نتائج حدث القيامة على الناس والعالم. المسيح في الوسط لابساً ثياباً بيضاً لامعة وهو في وسط هالة ممسكاً بيديه آدم وحواء مقيماً إياهما من الموت الذي أتيا إليه بخيارهما الخاطئ في الفردوس. بهذا العمل المفعَم بالحيوية يتركّز انتباهنا مباشرةً على معنى المشهد “مقيماً آدم معه”، أي خلاص البشرية. إن بروزهما معاً من القبر هو أمر ذو أهمية.

يقف المسيح بثبات على قطعتين من الخشب مطروحتين بطريقة تشكلان فيها صليباً. هذه هي أبواب الجحيم التي دكّها المسيح بنعمة صليبه. لقد أغلقت هذه الأبواب مع الموت ولكنها لم تكن بالقوة الكافية لتحفظاه في العبودية. تتبعثر من حوله أجزاء من الأقفال والسلاسل المحطمة التي استُعملَت إلى ذلك الحين لتجهض أي محاولات الهروب من الجحيم. تحت كل هذا يوجد اسوداد الجحيم الذي، قبل أن تأتي القيامة، كان نهاية الطريق للجنس البشري.

إلى يمين المسيح ويساره يقف أناس عاشوا على الأرض قبله وكلّهم يستديرون صوبه متوقّعين خلاصهم. من بينهم أولاً، القديس يوحنا المعمدان، وأنبياء العهد القديم وأبراره، كمثل النبي داود الملك. في خلفية المشهد هناك تلال، تصوّر في بعض الأيقونان أنبياء (كمثل داود ويونان) قد سبق وأخبروا عن حدث القيامة العظيم، وهم يحملون عرائض كتبت عليها نبوءاتهم.

في الختام، نشير إلى الثياب البيض التي يرتديها المسيح، والتي ترمز إلى فرح القيامة وتصوّر مسبَقاً قيامتنا الآتية.

مقالات أخرى

يوحنا الكوكوزاليس

يوحنا الكوكوزاليس إعداد راهبات دير مار يعقوب “إنّ هدف ترانيم الكنيسة هو جعل شرارة النّعمة المختبئة فينا تشتعل بصورة أسطع وأكثر دفء. فالتّراتيل والمزامّير والتّسابيح الرّوحية قد وُضعت كي تضرم الشّرارة وتحوّلها إلى لهيب” (ثيوفان الناسك) تيتّم يوحنّا في سن

اقرأ المزيد

يهوذا أم بطرس أم يوحنا – الشماس تيودور الغندور

يهوذا أم بطرس أم يوحنا الشماس تيودور الغندور   في فترة الصوم الأربعيني المقدس، نقع كثيرًا على موضوع الخطيئة والتوبة وتضع أمامنا الكنيسة المقدّسة العديد من القديسين كأمثلة عن التوبة كالقديسة مريم المصرية. وأما في الأسبوع العظيم المقدّس فيمكن أن

اقرأ المزيد

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية: مثال أم القديس إكليمندس الأنقري القديس نيقولا فيليميروفيتش نقلتها إلى العربية أمل قرة في أيامنا هذه، كثيراً ما تسمع من الأهل هذه الكلمات: “نريد أن نضمن حياة أولادنا” هذا ما يجعلهم يعملون بجدية

اقرأ المزيد