مختارات روحية من القديس سارافيم فيريتزا
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
وُلِد القديس سارافيم في فيريتزا باسم باسيل مورافيوف سنة 1866. تزوّج ورُزِق ثلاثة أولاد. كان ابناً روحياً للراهب برنابا في إسقيط الجتثمانية. سنة 1920 في سنّ 54 اتّفق مع زوجته على أن يفترقا لينضمّا إلى الحياة الرهبانية، فذهبت الزوجة إلى دير دير العذراء في سان بطرسبرغ وصار اسمها خريستينا عند سيامتها راهبة. أمّا هو فدخل دير القديس ألكسندر نفسكي كمبتدئ في أيلول 1920، وعند سيامته راهباً اتّخذ اسم برنابا. في 1921 سيم شمّاساً. في 1927، أُعطي الإسكين الكبير وسُمِّي سارافيم تشفّعاً بالقديس سارافيم ساروفسكي الذي كان قد ظهر له في رؤيا سابقاً. صار لاحقاً رئيساً للدير وتميّز بموهبة الرؤية وكان أباً معرِّفاً لآلاف المسيحيين. تمثّلاً بشفيعه صلّى ألف ليلة على صخرة أمام أيقونة الشفيع. رقد بالرب في 1949 وأعلنت الكنيسة الروسية قداسته سنة 2000.
للرب القدرة على إظهار عمّال يسعون إليه. فلنصلِّ ونتضرّع إليه ومن ثمّ من الحجارة سوف يظهِر مختاريه.
على الأقل مرة واحدة في حياتنا، يجب أن نضيء شمعة من أجل الذين أهنّاهم أو سلبناهم شيئاً أو الذين استدنّا منهم ولم نرجِع لهم ما علينا.
سوف يأتي زمان يكون فيه حول كلّ مؤمن أربعون كافر يترجّونه ليخلّصهم.
قد ينتظر الرب حتّى ألف سنة ليخلّص إنساناً واحداً، ليعوّض عدد الملائكة الذين سقطوا.
حتّى في أحلك الأوقات، مَن يشغل ذاته بصلاة يسوع بعناية، مرتفعاً بتكرار استدعاء اسم ابن الله في الصلاة غير المنقطعة، سوف يخلص على الأكيد.
سوف يأتي زمان حين المال وخيرات هذا العالم، وليس الاضطهادات، سوف تبعد الناس عن الله. من ثمّ سوف تُخسَر نفوس كثيرة أكثر مما خُسِر في زمان الاضطهادات. من جهة، سوف يضعون الذهب على القبب ويحملون الصلبان، ومن جهة أخرى سوف ينتشر الشر والبهتان. سوف تُضطَهَد الكنيسة الحقيقية والذين يرغبون بالخلاص سوف يخلصون بالأمراض والتجارب. سوف تتمّ المضايقات بطريقة خبيثة جداً وسوف يكون صعباً على المرء أن يتبيّن الاضطهادات مسبَقاً. سوف يكون ذلك الزمان بغيضاً وأنا أشفق على الذين سوف يكونون فيه.
جوابًا على المتأففين من الافتراء عليهم كان يقول: “لندَعْ الآخرين يقولون أشياء بشعة عنّا، أمّا نحن فعلينا أن نحاول أن نصنع كلّ شيء حسنًا”.
كان الشيخ يردد أنّ بالطبع على المسيحي أن يصلّي من أجل أعدائه قائلاً ما يلي: “بالطبع علينا أن نصلّي من أجل أعدائنا، وإلاّ فكأننا نرمي الوقود على النار فيصير اللهب أكبر. دائماً اشكروا السيد والسيدة على كل شيء، حتّى على التجارب.
أحبّ الشيخ الشباب كثيراً، لما كانوا يذهبون إلى الكنيسة، فيما كان يفرح كثيراً عندما يزورونه. كان يردد أن دورهم سوف يكون مهماً جداً في مستقبل الحياة الكنسية وإحيائها. كان يقول أيضاً أنّه سوف يكون زمان حين يصل الفساد والخلاعة بين الشبان إلى النقطة القصوى. بالكاد سوف يبقى شاب بتول. سوف يرون قلّة مجازاتهم ويظنون أنّ كلّ شيء مباح ليشبعوا رغباتهم. سوف يدعوهم الله وسوف يرون أنّه يستحيل عليهم أن يستمرّوا بتلك الحياة لكنّهم بطرق مختلفة سوف يُقادون إلى الله ويكون الميل للحياة الرهبانية في الكثيرين. سوف تمتلئ الكنائس بالذين سبق وكانوا خطأة وسكّيرين وسوف يحسّون بعطش عظيم إلى الحياة الروحية. كثيرون سوف يصيرون رهباناً وتُفتَح الأديار وتمتلئ الكنائس بالمؤمنين. سوف يقوم الشباب برحلات حج إلى الأماكن المقدّسة. سوف يكون ذلك زماناً جميلاً. الواقعون اليوم بخطايا عظيمة سوف يُقادون إلى توبة أعمق. تماماً كما أنّ الشمعة قبل أن تنتهي تنير وتنثر الشرارات، لكن بنورها تضيء الظلمة التي حولها، هكذا سوف تكون حياة الكنيسة في الزمان الأخير. وهذا الزمان قريب.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قال الأب سارافيم لأحد أبنائه الروحيين: “سوف يأتي وقت يكون فيه زياح من كنيسة عذراء كازان إلى لافرا القديس ألكسندر”. في ذلك الحين كان من الصعب تصديق هذا الكلام ولكن اليوم هذا صار حقيقة يتذكّرها أرثوذكسيو روسيا حيث تمّ تزييح رفات القديس سارافيم ساروفسكي على طرقات مدينة سان بطرسبرغ، حيث بدأت المسيرة من كنيسة سيّدة كازان إلى لافرا القديس ألكسندر نيفسكي.