X

بحث في التراث الأرثوذكسي

لاوي والطّبيب!

الأرشمندريت توما بيطار




باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

يا إخوة، إذا كان الرّبّ يسوع قد اجتاز بلاوي بن حلفى، فإنّه يجتاز في حياة كلّ واحد منّا. الرّبّ الإله لا يترك أحدًّا، لأنّه هو قال إنّه إذا كان لراعٍ مئة خروف، وضلّ واحد منها، فإنّه يترك التّسعة والتّسعين، ويذهب في إثر الضّائع حتّى يجده. إذًا، كلّ إنسان، في أيّ وضع كان، الرّبّ يسوع يجتاز به، ولا يترك أحدًا البتّة. ولكن، فلننتبه! الرّبّ يسوع لا يقيم عند أحد، بل هو في حركة، في اجتياز. هذا معناه أنّ على كلّ إنسان أن يكون مستعدًّا لاغتنام فرصة اجتياز الرّبّ يسوع به. عليه أن يكون ساهرًا، حذرًا، منتبهًا. ولكن، كيف يصنع ذلك؟! – كلّ إنسان يطلب الحقّ، في حياته، يكون في وضع الاستعداد لاقتبال الرّبّ يسوع. من هنا أهمّيّة أن يكون كلّ واحد منّا سالكًا في الحقّ، في حياته، لأنّه، من حيث لا يدري، يَنْشَدّ، إذا كان سالكًا في الحقّ، نحو يسوع، ويشدّ الرّبَّ يسوع إليه أيضًا. المأساة أن نسلك في الباطل، أن نقبل الباطل، أن نسكت على الباطل. الإنسان، بحسب ناموس الطّبيعة، يعرف معنى الحقّ، ويعرف أيضًا معنى الباطل، لأنّه أﮐـل، في الفردوس، من ثمر شجرة معرفة الخير والشّرّ. إذًا، هو يعرف الخير، ويعرف الشّرّ. لا يظنّنّ أحد أنّ الإنسان، بحسب ناموس الطّبيعة، إذا كان طفلاً، لا يعرف الخير والشّرّ. على العكس، كلّ إنسان يولد وله نزعة إلى الخير، ونزعة إلى الشّرّ. مثلاً، لو طفنا العالم بأسره، لوجدنا، هنا وهناك وهنالك، مَن يعطف على المظلوم، وعلى الفقير، وعلى المريض، وعلى المشوّه، وعلى المُقعَد، وعلى العاجز… كلّ هذا مزروع في نفس كلّ إنسان. كذلك، لو طفنا العالم بأسره، لوجدنا أنّ البشريّة بأسرها، منذ الطّفوليّة، منذ أوّل الوعي، تميل إلى الأنانيّة. الولد، عندما يولد، لا يميّز بوعيه بين ما هو لنفسه وما هو لعالمه. ولكن، هذا الوعي يأخذ في البروز ابتداءً من السّنة الأولى من العمر، بحيث إنّ الطّفل، عندما يبلغ الثّانية من العمر، يبدأ بطلب الأمور لنفسه. طبعًا، هذا، في حسبان علماء النّفس، أمر طبيعيّ وضروريّ. ولكن، في هذا الأمر بالذّات، ما هو لافت أنّ الإنسان، منذ الصّغر، يريد الأمور لنفسه، ويبقى، في الواقع، كذلك كلّ أيّام حياته. هذه هي النّزعة الّتي تملك عليه من السّنة الأولى إلى السّنة المئة، إذا عاش إلى مئة سنة. إذًا، الإنسان يعرف الحقّ، ويعرف الباطل. والرّبّ يسوع يأتينا، إذا ما كنّا حسّاسين للحقّ، وسالكين فيه، ونفرح به. هذا يحتاج، من قبلنا، إلى تنشئة. لا شكّ في أنّ التّربية تساعد. ولكن، متى صار الإنسان مُحبًّا للحقّ، فإنّه لا يكون بعيدًا البتّة عن يسوع، الّذي يكون على وشك أن يجتاز به. طبعًا، نحن لا نطلب الحقّ للحقّ، في هذا الدّهر، بل نطلب الحقّ لوجه الله. الغرض هو أن نصل إلى يسوع، إلى علاقة بيسوع، إلى عشرة يسوع. لذلك، يسوع هو المبتغى. والحقّ، في نهاية المطاف، ليس مجرّد عمل صالح، بل هو الله. لذلك، قال الرّبّ يسوع: “أنا الطّريق والحقّ والحياة”؛ وبالتّالي، مَن يطلب الحقّ، يطلب الله. والله، إذا صنعنا الحقّ، نستدعيه، فيأتي إلينا.

إذًا، لم يختر الرّبّ يسوع لاوي دون سواه، بل اجتاز به، لأنّه أراد أن يعطينا عربونًا لاجتيازه في حياة كلّ إنسان من دون استثناء. المهمّ أن يكون المرء، إذًا، مستعدًّا لاقتبال يسوع، متى اجتاز به. يسوع رأى لاوي بن حلفى. والحقيقة أنّ عين الرّبّ الإله هي على كلّ واحد منّا، لأنّنا خليقته، ولأنّه يحبّنا. لذلك، يصرخ المرنّم في المزامير: “لا تصرف وجهك عن عبدك، لأنّي حزين. انظر إلى نفسي وخلّصها”. الإنسان يعرف، في قرارة نفسه، أنّ الرّبّ الإله، إذا صرف عينه عنه، فإنّه يموت. نحن، إذا أردنا، مثلاً، أن نكلّف الكبير من أولادنا بالصّغير، نقول له: “عينك على أخيك، يا فلان”؛ فعين الله، إذًا، علينا. والرّبّ الإله يحفظنا دائمًا، ونحن نخاف أن يصرف نظره عنّا، لأنّ نظره يحفظنا، ويمدّنا بالحياة. لاوي، الّذي انصرف عنه الكتبة والفرّيسيّون ومعظم اليهود، رآه يسوع، تطلّع إليه. النّاس ينظرون بعضهم إلى بعضهم الآخر، أو يصرفون النّظر بعضهم عن بعضهم الآخر، لغاية في نفوسهم. وفي أﮐثر الأحيان، لغاية غير نقيّة. أمّا الرّبّ الإله، فينظر إلى كلّ إنسان لغاية مباركة، لأنّه يريد له الحياة، يريد له الخلاص. لاوي كان جالسًا عند مائدة الجباية. بكلام آخر، كان مستقرًّا إلى وضعه. النّاس، بعامّة، يبحثون عن الاستقرار، في هذه الحياة. والحقيقة أنّهم لا يستطيعون، في بيئاتهم، أن يتغيّروا كثيرًا، لا لأنّهم، بالضّرورة، لا يريدون أن يتغيّروا، أو لا يشتهون أن يتغيّروا، بل لأنّ مجتمعهم يضغط عليهم، ولا يسمح لهم بذلك. إذا كان هناك إنسان سُجن، ولو مرّة واحدة في حياته، وربّما كان بريئًا، فإنّ أهل قريته، أو بلدته، يشيرون، حتّى الموت، إليه، قائلين إنّ هذا الإنسان سُجن، في وقت من الأوقات. بكلام آخر، النّاس يحفظون، في أذهانهم، سجلاً عدليًّا لكلّ إنسان. ووفقًا لهذا السّجلّ، يحكمون على الآخرين، وتتحدّد علاقتهم بهم. نادرًا ما يكون الإنسان مستعدًّا لأن يغيّر رأيه بالآخرين. لو قلنا إنّ فتاة شردت، في وقت من الأوقات، في حياتها، وعُرف الأمر، فإنّ النّاس، حتّى بعد خمسين سنة، يقولون: “هذه شردت”. طبعًا، هذا يؤثّر كثيرًا في وضعها الاجتماعيّ، والإنسانيّ، وفي نظرة الآخرين إليها. والنّاس يتحدّثون في هذه الأمور فيما بينهم. النّاس يميلون إلى التّحدّث بما يسيء إلى النّاس، أﮐـثر ممّا يميلون إلى التّحدّث بما فيه خيرهم. هذا مؤسف، لكنّه واقع. النّاس يُسرّون بالأخبار السّيّئة عن الآخرين، عندما يسمعونها، أﮐثر ممّا يُسرّون بالأخبار الطّيّبة عنهم. هذا لأنّ محبّتهم إمّا غائبة، أو محدودة جدًّا، ولأنّهم مأخوذون بأنانيّاتهم؛ وتاليًا، هناك نزعة، في نفوسهم، إلى النّظر إلى الآخرين بشيء من الغيرة والحسد، وفقًا لأنانيّاتهم. مثلاً، إذا أصاب أحدٌ نجاحًا، فالنّاس، أﮐثر النّاس، لا تجدهم يقولون: “مبارك عليه، وفّقه الله”! بل يقولون: “من أين أتى هذا الإنسان بهذا النّجاح؟!”، وفي قرارة نفوسهم، يتساءلون: “لِمَ لا أصيب أنا هذا النّجاح؟!”. النّاس يميلون، إذًا، إلى المآثم أﮐثر بكثير ممّا يميلون إلى الصّالحات. لهذا السّبب، الإنسان في حاجة إلى جهد شخصيّ، وفي حاجة إلى تربية، في الدّرجة الأولى، لكي تقوى فيه نزعة الخير على نزعة الشّرّ. هو يميل، بصورة تلقائيّـة، إلى الإثم. وهذا ربّما كان معنى قول المرنّم في المزمور الخمسين: “بالخطيئة ولدتني أمّي”. الإشارة ربّما كانت إلى هذه النّزعة إلى الخطيئة. إذًا، مهمّ جدًّا أن نربّي، في أطفالنا، النّزعة إلى الخير. ومهمّ جدًّا، أيضًا، أن نسلك في الخير، لأنّ هذا يشكّل مثالاً طيّبًا للآخرين. والمثال الطّيّب ربّما لا يؤثّر في كلّ النّاس، لكنّه يؤثّر في بعضهم على الأقلّ. بعض النّاس، إذا رأى إنسانًا صالحًا، فإنّه يبحث فيه عن شيء فاسد، أو يَسِمُه بالفساد. ولكن، هناك آخرون يفرحون بالمثال الطّيّب، بالإنسان الخيّر، والصّالح، والمستقيم.
إذًا، على كلّ إنسان أن يبذل جهدًا ليس بقليل، سواء في تربيته لأولاده، أم في تمسّكه بالحقّ، في تعامله مع النّاس. هذه شهادة مهمّة جدًّا. ونعود فنقول إنّ الإنسان الّذي يكون متمسّكًا بالحقّ وشاهدًا له، لا يمكن إلاّ أن يأتي يسوع إليه. قال يسوع للاوي: “اتبعني”. لم يدخل معه لاوي في عمليّة إقناع! النّاس يحاولون إقناع بعضهم بعضًا. أمّا يسوع، فيعرف تمامًا ما في قلب كلّ واحد. يعرف الوقت الموافق، والمكان الموافق، والوضع الموافق، والظّرف الموافق، ولا يحتاج إلى أﮐثر من كلمة. كثيرون منّا يعرفون، بالخبرة، أنّهم، أحيانًا، يكونون رافضين لعمل معيّن. ولكن، تأتي ساعة يكون فيها الإنسان مستعدًّا لأن يباشر هذا العمل. يكفي أن يقول له أحد:” تعال نعمل العمل الفلانيّ”، فيأتي سريعًا، لأنّه يكون مهيّئًا. هنا، لا شكّ في أنّ لاوي كان مهيّئًا، كان تعِبًا من نفسه، من وضعه، من حياته. لا شكّ في أنّ فيه شيئًا من التّحسّس بالحقّ. ولكن، طبعًا، مهما فعل، فإنّ النّاس يقولون عنه إنّه في الظّلّ! لذلك، بالنّسبة إلى أﮐثر النّاس، النّزعة إلى الحقّ، والحبّ، والأمانة، والاستقامة، تبقى، في أﮐثر الأحيان مكبوتة. النّاس، أحيانًا، في مجتمع الذّئاب، يخافون أن يسلكوا في الاستقامة، يخافون أن يكونوا خرافًا، لئلاّ يُفتَرَسوا! من هنا المثل الشّائع: “إن لم تكن ذئبًا، أﮐلتك الذّئاب”. النّاس يتروّضون على أن يكونوا ذئابًا، لا خرافًا. لذلك، القلب يبقى سرًّا عظيمًا، لا يعرفه إلاّ الرّبّ الإله. نحن، دائمًا، نحكم على الأمور بحسب ظاهرها، وغالبًا ما نظلم بعضنا بعضًا. أمّا الرّبّ يسوع، فلا يظلم أحدًا، وهو يعرف حقيقة كلّ واحد، كما عرف حقيقة لاوي، هذا الإنسان العشّار، المكروه، المصنَّف بين الخطأة.
إذًا، كان لاوي جالسًا. ولكن، في قرارة نفسه، كان جالسًا على مضض! كان يريد شيئًا آخر، في حياته! كان يشتاق إلى الجِدَّة، في حياته! كيف نعرف ذلك؟! – نعرفه من أنفسنا. كلّ إنسان يريد، دائمًا، أن يصير جديدًا. الموظّف الّذي يعمل عشر ساعات، كل يوم، يتعب. وفي نهاية المطاف، يطلب شيئًا جديدًا. الإنسان يبحث، دائمًا، عن أفق جديد يعيش من أجله. نزعة الإنسان، في العمق، هي إلى الحياة الجديدة. الإنسان لا يرتاح إلى المياه الآسنة، الرّاكدة، بل يطلب دائمًا المياه الجارية. يفرح بالنّبع الّذي تفيض منه المياه بوفرة، ويبتعد عن المياه الآسنة. هكذا، قلب كلّ واحد منّا يبحث، دائمًا، عن الجِدَّة. لاوي كان يبحث عن الجديد الحيّ المُفرِح، الّذي يحرّك أحشاءه المتبلِّدة؛ فجاءه يسوع – الّذي هو الجواب عن كلّ شيء – وقال له: “اتبعني”؛ فقام وتبعه. هذه الفوريّة لا شكّ في أنّها لافتة للنّظر. لا يحسبنّ أحد منّا أنّ مرقس، صاحب الإنجيل، يحاول أن يبسّط الصّورة! في الحقيقة، عندما يبلغ الماء طرف القارورة، فإنّ الحاجة هي إلى نقطة واحدة، ليفيض الماء إلى الخارج. هكذا قلب الإنسان. إذًا، لاوي “قام وتبعه. وفيما كان متّكِئًا في بيته…” هذا الكلام يدلّ على أنّ يسوع هو الّذي دخل بيتَ لاوي، وليس لاوي هو مَن دعاه. المبادرة كانت من يسوع. الموضوع ليس موضوع اجتماعيّات، أبدًا، إنّما يسوع يدخل بيوتَ النّاس، لأنّه يريد أن يدخل حياتَهم. ولا يطلب أن يُعطى طعامًا، وقد قال: “طعامي أن أعمل مشيئة الّذي أرسلني”. إذًا، دخل يسوع، واتّكأ في بيت لاوي بن حلفى، لأنّه أراد له، نظيرَ يوحنّا الحبيب، أن يتّكئ على صدره. يسوع يطلب مثل هذه العلاقة. هو يريدنا أن نكون في عشرة معه، أن ندخل في وداده، في محبّته، في حياته. وهناك، كان في بيت لاوي عشّارون وخطأة كثيرون متّكئون مع يسوع وتلاميذه. إنّ الطّيور على أشكالها تقع! لاوي إنسان عشّار وخاطئ. إلى مَن يجتمع؟! – يجتمع إلى العشّارين والخطأة. نحن نعرف ما المعنيّ بالعشّارين. ولكن، ما هو المقصود بالخطأة؟! – الخطأة ربّما كانت من بينهم النّساء الزّواني. وهم أيضًا الخدّام الّذين يخدمون العشّارين، أو الّذين ينفذّون أوامرهم. هذه هي بيئة العشّارين. وكانوا كثيرين! ومرقس يشدّد قائلاً: “كان عشّارون وخطأة كثيرون متّكئين مع يسوع وتلاميذه، لأنّهم كانوا كثيرين وقد تبعوه”. هذا يعني، بكلام آخر، أنّ بيت لاوي كان فسيحًا؛ وتاليًا، كان لاوي رجلاً يعيش في البحبوحة. والتّأﮐيد على لفظة “الكثيرين” يدلّ على أنّ الرّبّ يسوع يريد لكلّ الخطأة أن يجتمعوا إليه. لهذا السّبب، قال في نهاية إنجيل اليوم: “لم آتِ لأدعو صدّيقين، بل خطأة إلى التّوبة”. إذًا، هذه علامة أنّ الرّبّ الإله جاء من أجل الخطأة، لا من أجل الّذين يظنّون أنفسهم صدّيقين. يسوع يحبّ الخطأة. وعلينا نحن أن نحبّهم أيضًا. إلاّ أنّه لا يحبّ الخطيئة! لا يحبّ ما يفعله الخطأة! لكنّه يميّز بين الخاطئ وخطيئته، بينما نحن لا نميّز! نادرًا ما نميّز! والرّبّ يسوع يريد أن نميّز، لأنّه يريد أن يحرّر الخاطئ من خطيئته، يريد أن يشفيه منها. هذا هو معنى الخلاص. بإمكاننا أن نقول إنّ الإنسان كلّما ميّز بين الخاطئ والخطيئة، كان هذا دليلاً على أنّه قد نما في القامة والرّوح. وعلى العكس، كلّما ماهى الإنسان بين الخاطئ وخطيئته – “ماهى” بمعنى أنّه اعتبر أنّ الخطيئة هي الخاطئ، والخاطئ هو الخطيئة – كان هذا دليلاً على أنّه بعيد جدًّا عن الرّبّ يسوع، وعن الحقّ أيضًا، وأنّه ظالم.
إذًا، الرّبّ يسوع دخل بيتَ لاوي، وحوّله إلى مشفى. في المستشفى، يتداوى النّاس، ليُشفَوا من أدوائهم. هنا، الرّبّ يسوع هو الطّبيب. وحيثما حلّ الطّبيب، حلّت المستشفى، لأنّ الرّبّ يسوع ليس في حاجة إلى علاجات وأدوية، وإلى أدوات طبّيّة، ليجري عمليّات جراحيّة. هو في حاجة فقط إلى أن يكون حاضرًا في حياة النّاس. هو، في الحقيقة، الطّبيب، وهو المستشفى. الكلمة الّتي يقولها تفعل أﮐثر من أيّ دواء، أﮐثر من أيّ مِشرَط تُجرى به عمليّات جراحيّة. إذًا، عمليًّا، تحوّل بيت لاوي إلى مشفى. ولا شكّ، بعد ذلك، في أنّ العديدين من الّذين اجتمعوا إلى يسوع قد خلصوا. نحن لا نعرف مَن خلص، ومَن لم يخلص. ولكن، نعرف أنّ لاوي بن حلفى صار تلميذًا للرّبّ يسوع، وهو متّى. وهو لم يصر تلميذًا وحَسْب، بل صار أيضًا أحد الإنجيليّين الأربعة. هذا لأنّ الرّبّ داواه بنعمته، بمحبّته، برحمته. هذه كانت المراهم الّتي استعملها، والأدوية النّاجعة الّتي جعلها في خدمة الخطأة. هكذا يتعامل معنا الرّبّ يسوع. المهمّ أن نكون مستعدّين، في كلّ حال، للشّهادة للحقّ، لاقتبال الرّبّ يسوع: “أيّها الرّبّ يسوع، تعال”. هذا ما كان يردّده المؤمنون قديمًا. وهذا ما نحتاج إليه فقط. المهمّ أن يدخل يسوع بيتنا، ونحن أﮐثر من عشّارين، لأنّ في هذه النّفس الكثير من النّجاسات الّتي تحتاج إلى تنقية. والرّبّ يسوع يأتي لينقّي كطبيب، وليعطينا العافية والرّاحة. والرّاحة هي أن يعطينا روحه، لنكون معه إلى الأبد. آمين.

عظة في السّبت 6 آذار 2010 حول مر2: 14- 17.

admin:
Related Post