مختارات من تعاليم
الشيخ تداوس الصربي (+2002)
الشيخ تدّاوس من دير فيتوفنيتشا هو من المرشدين الروحيين الأكثر شهرة في صربيا في القرن العشرين. عاش كمبتدئ في طاعة الشيخ أمبروسيوس في دير ميليكوفو، وهو أحد تلاميذ شيوخ أوبتينا. منه تعلّم الأب تدّاوس الصلاة القلبية والمحبة التي لا تعرف الأنانية والتي ميّزت كلّ خدمته للشعب الصربي المتألّم.
كل المخلوقات الحيّة تتوق إلى محبة الله
كل مخلوق حيّ يسعى إلى المحبة: الإنسان، الحيوان والنباتات. كلّ الناس يسعون إلى الله وتتوق إليه، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا مؤمنين أو كفرة. بعض البشر يسمّون أنفسهم ملحدين، لكنّهم لا يعرفون أنّ قلوبهم تشتاق إلى الله. إذ عندما يحنّ الإنسان إلى العدالة والمحبة والحق، فهو فعلياً يحنّ إلى الله. كلّ الناس يشتاقون إلى المحبة التي لا تتغيّر، وإلى العدالة التي هي نفسها دائماً… الفرق الوحيد هو: البعض يعارضونه والبعض الآخر لا، البعض يحنّون إليه بوعي بينما الآخرون يجهلون أنّ هذا الحنين هو بالحقيقة إلى الله.
تأجيل توبتنا ليوم آخر
تريد الأرواح الشريرة دوماً أن تتدخّل في كلّ ما نقوم به لأجل خلاصنا. واحسرتاه! نحن الفاترون نقول عادةً لأنفسنا: “لم أعمل هذا العمل، ولم أكمل ذاك، ولم أجرّب الآخر… سوف أتوب لاحقاً… بعد أن أنهي كل هذه الأمور، سوف أتوب.. وسوف أسير على الدرب المستقيم دون أن أزيح لا يميناً ولا يساراً”. هذا بالضبط ما تريدنا أرواح الشرّ أن نقوم به. إنهم يريدون أنّ نؤجّل خلاصنا إلى الغد، أو إلى بعده، وهكذا من يوم إلى يوم حتى نهاية حياتنا. لكنّ الآباء القديسين يقولون: “امضِ مع الرب، امضِ اليوم، اتبعه”.
تفسير الأحلام والخديعة الشيطانية
تراقب أرواح الشرّ عن كثب لترى ما إذا كنّا ننتبه لأحلامنا. فهم يعرفون مدى تأثير الأحلام على الإنسان، وما يمكن أن يفعلوه لإثارة هذا التأثير. إذا رأوا أننا نؤمن بأحلامنا، ونعيش مترقّبين ما نرى فيها، فهم يهيئون لأن تتم أمور من التي رأينا، لكي في آخر الأمر نخسر الحسّ بالواقع ونصير عاجزين عن السلوك.
بلوغ جوّ الملكوت
يمكننا أن نحافظ على العالم بأسره بمحافظتنا على جو الملكوت في داخلنا، لأننا إن خسرنا الملكوت، لا نخلّص أنفسنا ولا الآخرين. مَن هو الملكوت في داخله يمرره تدريجياً إلى الآخرين. سوف يتعلّق الناس بالسلام والدفء اللذين فينا، سوف يرغبون بسماعنا، وتدريجياً يمرّ جوّ الملكوت إليهم. حتى التكلّم للناس عن هذا ليس ضرورياً، فجوّ الملكوت سوف يشعّ منّا حتّى في صمتنا، أو في حديثنا عن الأمور العادية. سوف يشعّ منّا حتى من دون أن ندرك ذلك.