X

بحث في التراث الأرثوذكسي

في هذه الأيّام الصعبة، أرادت أسرة التراث الأرثوذكسيّ أن تبثّ في المسيحيّين المضطربين بعض الرجاء والتعزية، فاختارت مجموعة مقالاتٍ تشدّدهم وتجيب عن بعض الأسئلة التي قد يتساءلها حتّى المؤمنون الذين يعيشون في وسط هذا الواقع.

فبعضهم يتساءل: “يا ربّ، لمَ أرسلتَ غضبكَ علينا؟!”؛ فيما يقول بعضهم الآخر: “لمَ تصيبني هذه الشدّة أنا أيضًا، أنا الذي يجاهد لإرضائك في كلّ شيء؟”.

يشعر أحدهم بثقل التجربة، وقد يقع في الكآبة، ويصرخ إلى الله قائلًا: “لماذا لا تستجيب لصلواتي يا الله؟”.

في هذه المِحَن، يجيبُنا الكتاب المقدّس بلِسان الرسول يعقوب قائلًا: “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنّه إذا تزكّى ينال «إكليل الحياة» الذي وعدَ به الربُّ للذين يحبّونه. لا يقل أحدٌ إذا جُرِّبَ: «إنّي أجرَّب من قبل الله»، لأنّ الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرَّب أحدًا. ولكن كلّ واحدٍ يُجرّب إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوته. ثمّ الشهوة إذا حبلَت تَلِدُ خطيّة، والخطيّة إذا كملَت تنتجُ موتًا”.

ويخاطبنا الرسول بولس قائلًا: “نفتخر بالشدائد عالمين أنّ الشدّة تلِدُ الصبر والصبر يلِدُ الامتحان والامتحان يلِدُ الرجاء والرجاء لا يُخيّب صاحبه، لأنّ محبّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطيَ لنا” (رو 5: 3-5).

يفسّر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم هذه الآيات بأنّ “الشدائد لا تُبطل الرجاء. وما ذلك فحسب، بل أيضًا تبني الإنسان… ما من شيءٍ يُعدّ المرء لرجاء البركات أكثر من الضمير الصالح. ما من أحدٍ يعيش في استقامةٍ يرتاب في المستقبلات”.1
إذًا، عيشُنا باستقامةٍ يبعث فينا الرجاء بالله، فيَطرد الخوف خارجًا، هذا الخوف من الآتي. إنّ استعدادنا لهذا “الآتي” لا يتمّ سوى عبر العودة إلى الطريق المستقيم الذي انحرفنا عنه –وكلّ واحدٍ منّا قد انحرف بطريقةٍ ما- مُستجيبين لدعوة الإنجيل الأولى “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (مت 3: 2).

هذا الزمان هو زمان توبةٍ وصلاة. قد لا نبلغ السلام العالميّ، ولكنّنا بصلاتنا سنُخفّف وقعَ الشرّ، والأهمّ أنّنا سنبلغ سلام نفوسنا وتقديسها.
يقول القدّيس يوسف الهدوئيّ: “أجل، يا بنيّ، لا راحة لنا ما حيينا. الحياة معجونةٌ بخمير البلايا. كلّ شيءٍ خليط، ومباركٌ مَن له الحكمة لينتفع من كلّ ما يواجهه. غير أنّ الأشياء التي تبدو لنا فظيعةً هي الأشياء التي تؤول إلى انتفاع النفس بالأكثر، حين نكابدها بلا تذمّر”.2

فطوبى لنا إن عرفنا أن ننتفع!

  1. مواعظ على الرسالة إلى أهل رومية 9 (NPNF 1 11: 397)
  2. الرسالة الثالثة والخمسون من كتاب رسائله.

الخورية سميرة عوض ملكي، الغضب الإلهيّ

القدّيس صوفيان المعترف، هذا ما يريد الله أن يفعله بالذين يُحبّهم

الأب رافائيل نويكا، ماذا نفعل عند شعورنا بأنّنا نُجرَّبُ إلى أقصى حدودنا؟

الأب أنطوان ملكي، الكآبة بين العلم والحياة الروحيّة

المطران إيريناوس ستينبرج، هل يستجيب الله للصلوات؟

صلاة من أجل السلام

 المتروبوليت نيوفيطوس (مورفو)، لكي يخفّ الشرّ الآتي

admin:
Related Post