الأب جون باركر
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
مَن كان ورِعاً ويحب الله، فليبدأ هذا الصوم المنير بفرح!
مَن كان عبداً خادمًا حكيمًا، فليدخل جذلاً مدرسة التوبة.
نحن الغارقين في الخطيئة منذ زمن، فلنبدأ الآن عودتنا.
مَن كان قد ضلّ الطريق منذ الساعة الأولى، فليتُب اليوم بحماسة.
مَن أخطأ في الساعة الثالثة، فليعتنق الصوم بامتنان.
مَن كان قد ابتعد عن الله في الساعة السادسة، فليكن بلا شكوك بشأن عودته السريعة.
لأنه من ثمّ لن يُبعَد بأي شكل.
مَن دلّل الجسد في الساعة التاسعة، فليقترب، خائفاً الله وحده وثقاً برحمته.
ومَن كان قد ابتعد منذ الساعة الحادية عشرة فقط، فلا يترددنّ في العودة بعَجَل.
لأن الرب، الذي تألّم طويلاً، وهو الجزيل الشفقة والرحمة، سيقبل الأخير مثل الأول.
هو يسترجع الذي يتوب في الساعة الأولى، كما يسترجع العائد في الساعة الحادية عشرة.
وهو يظهر رحمته للأخير، كما يهتمّ بالأول؛ يعطي هذا، ويمنح ذاك المواهب.
وهو يقبل اعتراف الاثنين، ويرحّب بنواياهما، ويكرّم القلب المنسحق، ويفرح بالعودة.
لذلك، ادخلوا كلكم إلى قداسة ربكم؛ قدّموا توبتكم، الأخير ومثله الأول.
أنتم الأغنياء والفقراء معاً، توبوا، لأننا نقف اليوم خارج أبواب الفردوس المغلَقة.
الرزينون والغافلون، خرّوا أنتم أمام الملك!
عودوا إلى السيّد اليوم، سواء خطئتم عن معرفة أو خطئتم عن جهل.
مخازنكم مليئة، أفرغوها للجائعين. إن البطون تستعبدنا، فلا يكونن أحد خاضعاً بذلك.
ادخلوا جميعاً في الصوم الكبير؛ عراة بالخطيئة من الثروة السماوية، اقتربوا جميعاً من لطف الله الغني المحب!
لا ييأسنّ أحد في خطيئته، لأن الختن يأتي في نصف الليل.
ابكوا جميعاً على آثامكم، واقتربوا من صليب ربنا المعطي الحياة.
لا يضعنّ أحد ثقته بالجسد، لأن الشيطان قد خدعنا جميعاً بذلك، وهكذا يستعبدنا للخطيئة.
بالتحوّل عن الله، وقعنا أسرى. لقد دعونا الخير شراً والشرّ خيراً، ونحن نضع المرّ مكان الحلو والحلو مكان المرّ.
إن إشعياء إذ تنبأ بذلك، صرخ:
الويل للذين يسمّون الظلمة نوراً، والنور ظلمة!
نحن متمرمرون لأننا محرومون من عدن.
نحن متمرمرون لأننا نحن مَن هزئنا بالإله.
نحن متمرمرون لأننا الآن سوف نموت بالتأكيد.
نحن متمرمرون لأننا استسلمنا للحيّة.
نحن متمرمرون لأننا مكبّّلون بالسلاسل.
لقد تناولنا ثمرة فقابلنا الخدّاع.
لقد عُهِد إلينا الملكوت، لكننا اخترنا الجحيم.
لقد انفتحت أعيننا لنرى عري الخطيئة.
كُن مسروراً أيها الرب، لتخلّصنا. أيها الرب أسرع لمعونتنا!
إنه وقت موافق، فلنَتُبْ. إنه يوم الخلاص، فلنصلب الأهواء.
النهاية في متناول اليد والخراب يخيّم فوقنا! النهاية قريبة فلنعُدْ إلى رشدنا من جديد.
لا نؤجلنّ، وإلا نبقى أمواتاً في القبور أرقّاء للخطيئة.
لأن الرب لا يشتهي موت الخاطئ، بل أن يرجع عن شرّه ويحيا!
فلنختارنّ الحياة، ونحيا، لأن رحمة الله تدوم إلى الأبد!
له المجد والمُلك إلى دهر الداهرين. آمين