الشيخ ديونيسيوس الروماني – 3
من قلاية القديس جاورجيوس، إسقيط كوليتسو في جبل أثوس
من مقابلة أجراها الشمّاس كلاوبا باراسكيف
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
تعلّم صلاة يسوع
سؤال: أي الأفضل: أن نتعلّم صلاة يسوع، متزامنة مع النَفَس أم مع ضربة القلب؟
جواب: أظن أن الأسهل هو تعلّم صلاة يسوع متزامنة مع النَفَس. يقول القديس يوحنا السلّمي أنه ينبغي أن تكون صلاتك متزامنة مع تنفسك. تماماً كما تتنفّس لكي تحيا، كذلك ينبغي عليك أن تصلّي لتغذي نفسك بنعمة الروح القدس. عندما تشهق قلْ “يا ربي يسوع يا ابن الله” وعندما تزفر قلْ “ارحمني أنا الخاطئ”. لكونك خاطئاً، عليك أن تطرد الأهواء والخطايا من قلبك وتدخِل صلاة يسوع مكانها، لأنك توجّه كل الأهواء والخطايا إلى قلبك بتفكيرك. من خلال صلاة يسوع، نحن نهدف إلى اجتذاب يسوع المسيح إلى داخل القلب بقولنا “يا ربي يسوع يا ابن الله”، وعندما نقول “ارحمني أنا الخاطئ” نرمي الأهواء والخطايا التي هناك خارجاً. في استدعاء اسم يسوع المسيح بلا انقطاع، يتقدّس المسيحي. لكن انتبهْ، المثابرة وهدوء الفكر ضروريان. لهذا السبب ترك الآباء إلى الصحراء أو إلى أماكن نائية، لكي يكتسبوا الهدوء ويتمكنوا من تركيز فكرهم. كثرة الكلام، على منفعتها، قد تسقِطك. قال القديس أرسانيوس الكبير “لقد ندمت على تكلّمي، لكني لم أندم أبداً على البقاء صامتاً”. لكن نحن الذين نتكلّم كل الوقت ونهدر الوقت بلا فائدة، كيف لنا أن نقول “يا ربي يسوع المسيح”؟ في ما يختصّ بتعلّم صلاة يسوع على أساس التنفّس أو ضربة القلب، على كل مسيحي أن يستنتج من خبرته الذاتية أي من الطريقتين هي الأنفع.
سؤال: بما أننا في هذه الأيام نفتقد الهدوئية، هدوء الفكر، أمن المناسب أن نشارك في الحياة الليتورجية بكثافة (القداس، الاعتراف، المناولة، الزيت المقدّس) لكي نطهر ذواتنا من الخطايا ونصلّي بشكل أسهل؟
جواب: الآباء الذين يعلّمون هذه الأشياء يأخذون بعين الاعتبار ضعف الإنسان المعاصر وهمومه. لهذا السبب، بدل البقاء في البيت والصلاة جالساً على كرسي صغير، من الأفضل الاشتراك في القداس والاعتراف والمناولة بمعونة نعمة الروح القدس الحاضر في الأسرار المقدسة، والاستماع بإصغاء للصلوات والتراتيل وتعاليم الكنيسة حتى يتنقّى قلبك بنعمة الروح القدس. لكن مع التشديد التهيئة للمناولة التي هي أساسية بحسب ما يعلّمنا الرسول بولس.
سؤال: قد تترافق صلاة يسوع مع وجع في القلب، كيف تنصح المسيحيين بممارستها؟
جواب: على الإنسان أن يصلّي صلاة يسوع بقلب منكسر حتى تنحدر الدموع الروحية من عينيه. هذه عطية إلهية يكتسبها القليلون. لهذا، علينا أن نقول الصلاة بهدوء وتمييز، إذ من غير تمييز قد تحدث تجارب أخرى كإيذاء القلب أو المرض العقلي وغيرها. إن مجربنا يمتلك خزينة من الآفات التي عَتِقت في الشر. لقد تجرأ حتّى على تجربة ربنا يسوع المسيح.
سؤال: هل الإحساس بالله في قلبنا هو صلاة أيضاً؟
جواب: نعم. الإحساس بأن الله في قلبنا هو صلاة أيضاً. وهذا الإحساس هو منحة عظيمة. عندما تمتلك حضور الله في قلبك لا تعود تستعمل الكلمات، لكي تحتفظ بالفرح الروحي أطول وقت ممكن. إذا كان خوف الله في قلبك، كل ما تقوم به يقرّبك من الله، وكل شيء يطهرك من الخطيئة وتحسّ بحضور الله في قلبك كفرح روحي، سلام، ومحبة إلهية… فنحن نتعلّم من الكتاب المقدس أن رأس الحكمة هو مخافة الله (مزمور 9:110). يوجد الآن قدر كبير من الحكمة البشرية، أمور كثرة اكتُشِفَت وتمّ اختراعها، لكن قلّة صغيرة من حكماء هذا العالم تعطي مجداً لله الذي منحهم العقل والحكمة والقوة لاكتشاف هذه الأشياء وخلقها. أغلبهم يقول: “أنا صنعتها”. لكن لا يوجد هوى أسوأ من الأنانية أمام الله. لا يقبل الله أي عمل أو تصرف معمول بأنانية. إذاً، الإنسان المتفاخر، بغض النظر عمّا يعمل، ينحدر لحظة بلحظة، ساعة بساعة، إلى أعماق الجحيم.