مختارات من أقوال المطران سرجيوس (براغ)
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
الإنسان مخلوق للسعادة، وفقط من خلال الانتصارات اليومية يمكنه أن يحصل على الفرح والحالة التي تجلب النور إليه وإلى كل الآخرين.
كل الحياة هي في العلاقات بين الأشخاص. علينا أن ننير هذه العلاقات بنور حقيقة المسيح.
إن كان هناك سلام في النفس، فذاك الفرح لا يُنتَزَع أبداً. غياب السلام لا يجلب السعادة.
الحياة هي عمل عظيم. علينا أن نتعلّم أن نسلك بحكمة في المسيح، ومن ثمّ كل ما هو حولنا يصير له معنى ويكتسب قيمة للأبدية.
كل انتصار على الخطيئة هو انتصار على ذواتنا وعلى الآخرين من أجل الفهم المشترك لحياة كل الناس.
إن رعاية الإنسان الداخلي لا تتم في عالم الجهادات المذهلة، بل في الحياة اليومية.
إن وجود السعادة في الحياة يكمن في وجود حياتنا الروحية. مهما كانت أشكال الحياة جميلة، لن يكتسب الإنسان السعادة الحقيقية ما لم يغلب الخطيئة في نفسه.
ليست المسألة في تفاهتنا، بل في عدم رغبتنا بتحمل المسؤولية.
البشر هم أزهار الله، ونخن مثل النحل علينا أن نعرف كيف نجمع العسل من هذه الأزهار، لإغناء ذواتنا بشخصية الآخرين وكشف شخصيتنا لهم.
هناك جمال في كل شخص، وخطيئتنا وحدها هي ما يمنعنا عن رؤيته.
حياة الجماعة هي هبة من الله، وفي حال لم نكن اجتماعيي النزعة فإن تغيير أنفسنا لنصير محبين للاختلاط بالناس هو عمل نسكي، من أجل أن نكمّل فقر شخصيتنا.
علينا أن نجد الكنز المخبّأ في كل قلب. غالباً ما يبحث الناس عن الكنوز، لكن ليس عن كنوز النفس. لكننا بحاجة لأن نسعى إلى كنوز النفس. قد يتساءل البعض ما الداعي؟ ونجيب: لكي نصير أغنياء.
إن مهمتنا تكمن في توجيه انتباهنا لا إلى الخارج بل للبحث في أنفسنا وفي الآخرين عن ما عندنا من الله.
إن نفوسنا مخلوقة للأبدية، لكننا لا نعيرها أي اهتمام بالمطلق. نحن نجاهد لنكسب كل الكنوز الممكنة، ما عدا كنوز الأبدية. نحن تجّار فقراء، نضع سعراً رخيصاً لنفوسنا.
إن مهمة المسيحي المباشرة هي تحقيق الحياة الإلهية على الأرض.
من المستحيل إيجاد الصلاح إن لم نمشِ على درب المسيح. فقط باتّباع المسيح يجد المرء صلاحه الذاتي.
ليست الحياة الإلهية مثالاً نظرياً، بل ضرورة عملية.
إن الوحدة بين الناس هي الخيط الممتد من الأرض إلى السماء، إلى الله، إلى المركز الموحّد. الوحدة الممتدة من قلب إلى آخر هي موجّهة إلى مركز واحد، الله. لأن الوحدة بين الناس هي الحياة بينما الانقسام هو الموت.
مع الخطيئة، يكون الإنسان خائفاً من الإنسان الآخر، ولا يخطو ببهجة على الأرض. يفتكر في نفسه كيف يتهرّب من لقاء هذا أو ذاك… عندما يغلب الخطيئة، يقدر الإنسان أن يقترب من الآخر ويصيبه بالصلاح.
علينا أن نعرف كيف ننير علاقاتنا المتبادلة بنور حقيقة المسيح، حتّى نجلب الصلاح إلى هذه العلاقات. في بحثنا عمّا هو مشترك بيننا من الله، نصير مشاركين لله في العمل على الأرض.
ما هو من الله هو الصلاح الحقيقي هنا على الأرض، إنه الفرح بالروح القدس. ومن ثمّ تُفتح لنا الحياة السماوية.