مختارات آبائية
الشيخ أرسانيوس بوكا الروماني
التواضع
إذا اتّهمك أحدهم بخطيئة لم تقترفها، واضِعْ نفسك فَتَرِث تاج عدم الفساد… تكون حكيماً عندما بصمتك ﻻ بغضبك تسكِت أفواه اﻵخرين الذين ينطقون بالشر… ﻻ تغضب وﻻ تنفعل إﻻ على ذاتك. الغضب والعناد هما قوتان في النفس يتعذّر ضبطهما…
للوداعة والصبر قوة أكبر من الغضب والعناد… ﻻ يمكنك أن تطفئ النار بنار بل باماء. على المنوال عينه، الغضب ﻻ يغلب الغضب بل الوداعة والكثير من الصبر… من اﻷفضل أن توقف سخطك بابتسامة من أن تندفع كمثل حيوان برّي.
القديس مكسيموس المعترف
من الكبرياء إلى التوبة
الناس المفتخرون بالمواهب التي أعطيَت لهم وهم يستكبرون وكأنهم لم يأخذوها من الله (1كو7:4) فهم يستجلبون على أنفسهم غضب الله باستحقاق، ما يسمح للشيطان بأن يثير حرباً عقلية ضدهم، ويشوّش عليهم سلوك ممارسة الفضائل ويكدّر معرفتهم الشفافة في التأمّل. بهذه الطريقة، يتعلّمون عن مرضهم ويتعرّفون إلى القوة الوحيدة التي فينا والتي تحارب اﻷهواء. وعندما يتوبون ويتواضعون يقضون على غرورهم المتبجّح، يرحمهم الله ويتجنّبون الغضب الذي ينزل على غير التائب ويبعِد النعمة التي تحرس النفس وتترك الفكر غير الشكور في مكان صحراء.
أن ندرك فقرنا الطبيعي
إن الذين يعتقدون أنهم قد حققوا حدّ الفضيلة لا يسعون من ثمّ نحو السبب الأولي الذي يوفر جميع الأشياء الجيدة، لأنهم قيّدوا قوة رغبتهم بذواتهم فقط وفقدوا شرطاً ضرورياً لخلاصهم. أعني به الله. أمّا أولئك الذين هم على بينة من فقرهم الطبيعي لا يتقفون عن الجري على عجل نحو ذاك القادر أن يعوّض عن عيوبنا. إن الذين قد فهموا أن الفضيلة لا حدود لها لا يتوقفون عن السعي نحوها، أولاً حتى لا يفوتهم بداية الفضيلة ونهايتها، أي الله، بتقييدهم لحركة رغبتهم في أنفسهم، وثانياً في حال اعتقدوا، من دون أن يدركوا، أنهم قد بلغوا الكمال، وبالتالي يسقطون بعيداً عن الكائن الحقيقي الذي يسعى الكلّ مسرعين للوصول إليه.
الشيخ أفرام أريزونا
بقدر ما يعظم الجهاد يعظم الانتصار
يعظم الانتصار بقدر ما يعظم الجهاد… في السوق السماوي ﻻ يوجد سلع رخيصة. لحظات الألم والتضحية هي لحظات بَرَكة… إلى جانب كلّ صليب هناك قيامة. فماذا لو كنا الآن متألمين وباكين من دون توقف؟ “لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا” (2 كورنثوس 17:4).
أتون الأحزان
كل الذين تقدّسوا ومن ثمّ الذين خلُصوا، جميعهم مرّوا بأتون الأحزان… البعض من خلال المرض، البعض عِبر الجهاد ضد اﻷهواء وغيرها من قائمة اﻷحزان اﻹلهية… لهؤﻻء جميعاً الراحة اﻷبدية.