حوار مع الشباب – 1
الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
حوار الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس مع مع طلاب السنة السابعة في إحدى مدارس اليونان
السؤال الأول: هل من تحديد للنفس؟
جواب: النفس خلقها الله بقواه، وهي تحيا وغير مائتة بالنعمة، تتميّز عن الجسد لكنها متحدة به. الإنسان مكوّن من جسد ونفس وكل من الإثنين لا يشكّل إنساناً بذاته. لا تؤمن الكنيسة بأن الجسد يوجد قبل النفس أو النفس توجد قبل الجسد. النفس هي المكوّن الروحي لوجود الإنسان وهي التي تعطي الحياة للجسد. من المذهل أن يتعرّف الإنسان على نفس الشخص ولا يركز فقط على جسده.
السؤال الثاني: ما الذي قادك لتصير كاهناً؟
جواب: صرت كاهناً بسبب الحياة الكنسية التي عشتها من الصغر، وبسبب محبتي لله والإنسان. هذا كان نتيجة طبيعية للحياة الكنسية وأنا في أفضل حال. كصبي، أحببت الهيكل المقدس وتعلّقت به. لقد ألهمني أشخاص أحبّوا الله والكنيسة. صرت كاهناً بسبب المحبة ولس لأنه لم يكن لدي ما أفعله. أنا الآن لستُ سعيداُ وحسب، بل حر أيضاً. لست أهتمّ بالوجود بل بجودة الوجود، لا أجاهد من أجل السعادة بل من أجل الحرية. هناك فرق كبير بين الإثنين.
السؤال الثالث: كيف تشعر نحو مركزك وما هي علاقتك بالله؟
جواب: كأسقف أشعر بأن علي مسؤولية نحو المسيحيين، نحو الكهنة، نحو الشباب والشيوخ. أنا خادم للجميع وساعة يشاؤون أنا أبوهم ومعالجهم. بالطبع، عندما يقيم الكاهن الليتورجيا ويصلّي يشعرون بوجود الله. الله ليس فكرة، ولا هو كائن غير شخصي، أو قيمة وهو وإن كان الأكثر كمالاً إلا إنه عشق وعاشق ولهذا هو يتحرّك نحو الإنسان وكمحبّ يشد إلى ذاته الذين يستحقون العشق.
السؤال الرابع: لماذا يبتعد الناس عن الكنيسة، وبخاصة الشباب؟
جواب: أن ينأوا بأنفسهم لأنهم لا يشعرون بالكنيسة كما هي فعلياً، فهم يشعرون بأنها شيئاً من الدين، أو كمتجر للهدايا التذكارية، أو دار للرعاية، وما إلى ذلك. ونحن جميعنا نتحمّل اللوم في هذا، ككهنة لأننا لا نظهر ماهية الكنيسة الحقيقية والشباب أيضاً كونهم لا يسعون إلى كيان الكنيسة الأعمق. للعثور على ما هو عميق يجب أن تحبوه، وتشعروا بالألم من أجله وتبحثوا عنه. ليست الكنيسة مكاناً للثورة على المتسلّطين وعلى جميع النفاق، بل هي منارة روحية تنير وتقود.
السؤال الخامس: ما هو دور الكنيسة في أزمة اليوم وكيف ينبغي أن يكون؟
جواب: دورها هو نفسه دائماً، وهو أن توحّد وتشفي. عندما يوجد كاهن حساس في رعية ما، فهو ينظمها ويفعلها كجماعة علاجية روحية واحدة. الكنيسة هي أم الجميع، وهي تستقبل الكل من دون تمييز وتمنحهم معنى الحياة. ومع ذلك، أتحدث عن الكنيسة فأنا لا أتكلم مع مؤسسة قائمة، عن مجمع أساقفة ومجموعة من الكهنة، بل عن اتحاد الإكليروس والعلمانيين المعمّدين السالكين بحسب كلام المسيح . أنتم أيضاً أعضاء في الكنيسة. لا تفصلوا أنفسكم عنها.
السؤال السادس: كيف تستخدم الكنيسة ثروتها؟
الجواب: أولاً أنّ الكنيسة لديها الكثير من الثروات هو أسطورة معقدة، ما يسمى بأسطورة من ثروة هائلة. لدى الكنيسة حالياً 4٪ من الملكية الأصلية التي كانت لها وهي تعطي منها أحيانا لإنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات، والمؤسسات، وغيرها، والآن، ما كان هو متاح لها، تعطي منه لعمل الخير. لطالما ساعدت الكنيسة الدولة حتى لا تفلس. هذه هي الحقيقة التي لا ينبغي لأحد أن ينسى أي وقت مضى. علاوة على ذلك، الثروة الحقيقية للكنيسة هو لاهوتها وعبادتها وأعضاؤها، أي المسيحيين.