كيف تتغلّب على ملحد؟

كيف تتغلّب على ملحد؟

القديس نيقولا فيليميروفيتش

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

 

“لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ” (1بطرس 15:2).

أيها الإخوة، من الصعب الجدال مع ملحد، ومن الصعب السير مع إنسان غير عقلاني، ومن الصعب إقناع إنسان ساخط. من الصعب إقناع الملحد وغير العقلاني والساخط بالكلمات. من الأسهل أن تقنعوهم بالأعمال. ” وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ” (1بطرس 12:2).

اصنعوا أعمالاً حسنة للذين ترغبون بمجادلتهم فتكسبون الجدال. عمل رحمة واحد يعيد غير العقلاني إلى ذاته ويهدئ الساخط أسرع من ساعات من النقاش. إذا كان الإلحاد وغير العقلانية والسخط ينبعون من الجهل، فإن هذا الجهل كالغضب يمكن ضبطه بسرعة بالأعمال الحسنة. إذا تجادلتم مع ملحد بطريقته المسعورة، فإنكم تقّوون غضب الإلحاد. إذا تناقشتم مع غير العقلاني بسخرية، تزداد ظلمة الحماقة. إذا ظننتم أنكم سوف تسكّتون إنساناً ساخطاً بالغضب، فإن ناراً أعظم من المرارة سوف تشتعل. العمل الوديع والحسن هو كالماء على النار.

تذكروا دائماً الرسل القديسين وطرقهم الناجحة في التصرف مع الناس. إذا استفزّكم ملحد، فليس الإنسان هو من يستفزكم بل الشيطان: الإنسان بطبيعته متديّن. إذا عنّفكم غير عقلاني فليس هو المعنّف بل الشيطان: الإنسان بطبيعته عاقل. إذا اضطهدكم الساخط، فليس الإنسان هو المضطهِد بل الشيطان: الإنسان بطبيعته طيّب. يستفزّكم الشيطان إلى مجادلات طويلة ومحادثات غير مثمرة ويهرب من الأعمال الصالحة. اعملوا أعمالاً صالحة باسم المسيح وسوف يهرب الشيطان، من ثم تتعاملون مع الناس، الناس الحقيقيين، المتدينين العاقلين الطيّبين. لذا، كل ما تفعلونه افعلوه باسم الرب.

أيها الرب الكلي الصلاح، ساعدنا على عمل الصلاح وبالصلاح نغلب باسمك. لك المجد والشكر دائماً. آمين.

مقالات أخرى

يوحنا الكوكوزاليس

يوحنا الكوكوزاليس إعداد راهبات دير مار يعقوب “إنّ هدف ترانيم الكنيسة هو جعل شرارة النّعمة المختبئة فينا تشتعل بصورة أسطع وأكثر دفء. فالتّراتيل والمزامّير والتّسابيح الرّوحية قد وُضعت كي تضرم الشّرارة وتحوّلها إلى لهيب” (ثيوفان الناسك) تيتّم يوحنّا في سن

اقرأ المزيد

يهوذا أم بطرس أم يوحنا – الشماس تيودور الغندور

يهوذا أم بطرس أم يوحنا الشماس تيودور الغندور   في فترة الصوم الأربعيني المقدس، نقع كثيرًا على موضوع الخطيئة والتوبة وتضع أمامنا الكنيسة المقدّسة العديد من القديسين كأمثلة عن التوبة كالقديسة مريم المصرية. وأما في الأسبوع العظيم المقدّس فيمكن أن

اقرأ المزيد

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية

ينبغي تربية الأولاد ليبقوا مخلِصين إلى النهاية: مثال أم القديس إكليمندس الأنقري القديس نيقولا فيليميروفيتش نقلتها إلى العربية أمل قرة في أيامنا هذه، كثيراً ما تسمع من الأهل هذه الكلمات: “نريد أن نضمن حياة أولادنا” هذا ما يجعلهم يعملون بجدية

اقرأ المزيد