يمكن تلخيص رسالة الأسقف الرسولية في الكنيسة الأرثوذكسية في خمس نقاط:
1. البشارة بالإنجيل
2. ترؤوس أسرار الإنجيل
على الأساقفة أن يسهروا على إقامة القداديس والتأكّد من استقامة الليتورجيا في كلّ الرعايا. هذا موضوع دَسِم يحتاج إلى تعليق لاهوتي مفصّل. القول بأن كل الأسرار في الكنيسة الأرثوذكسية هي أسرار إنجيلية كافٍ. نحن نتكلّم كثيراً، وعن حق، عن الإفخارستيا لكننا أحياناً ننسى أنّها متجذّرة في الإنجيل. “فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ” (1كورنثوس 26:11). يكمن موت المسيح وقيامته ومجيئه الثاني في قلب هذا السرّ، وهذا ما على الأسقف أن يعلّم ويحتفل به. على الأسقف أن يكون رائد البشارة الحسنة عن محبة الله التي منحها قبل كل شيء بابنه يسوع المسيح. كل الأسرار المحيية تنقل هذه البشارة الحسنة بطريقة أو بأخرى، ومهمة الأسقف هي أن يكون أميناً في جعل هذا الإنجيل واضحاً ومركزياً عند رعيته. العجز في حفظ الإنجيل في هذا الموقع هو السبب الرئيسي في أن الكثيرين من شبابنا متديّنون ولكن ضائعون. إنّهم يعرفون عن الله ولكن نادراً ما طُلب منهم أن يتبنّوا شخصياً إيمان الكنيسة مع أنّهم يحضرون إليها منذ مولدهم. الأساقفة، كما الكهنة والشعب، عليهم أن يقوموا بمهمة المبشرين.
3. حفظ إيمان الكنيسة ووحدتها وانضباطها
يتطلّب الحفاظ على الوحدة الكنسية اليوم أعمالاً فيها شجاعة ومخاطرة. لا تعني المحافظة على الإنجيل مجرّد التمسّك بالخط التقليدي. إنّها تعني أيضاً منع الانحلال الروحي والجهل. سألني أحد الأرثوذكسيين مرة إذا ما كانت الرسالة إلى الأفسسيين في الإنجيل. هذا السؤال أحزنني، فكلّ ما كان هذا الإنسان بحاجة إليه هو فتح الإنجيل وقراءة جدول المحتويات. لكن هذا هو مستوى أغلبية شعبنا في الكنيسة الأرثوذكسية اليوم. لا عجب أنّ القديس يوحنا الذهبي الفم أعلن أنّ “النقص في العرفة الإنجيلية هو أساس كل الشرور في الكنيسة”.
4. أن يكون مثالاً أخلاقياً في القداسة والحكمة
هذا يتضمّن السلوك الشخصي المثالي والروحانية التي هي عمل كل مسيحي معتمِد من الأساقفة والكهنة والشعب على السواء. وجه آخر من المثال الأسقفي قد يكون في رفض الأساقفة الغرق في العمل. عادات العمل الملزِمة تهدم صحة الإنسان الروحية والعقلية وهذا ببساطة ما لا ينبغي بالمسيحي أن يقوم به.
5. تقليص المسافة بين الأساقفة ورعاياهم