الفضيلة طبيعية فيما الرذيلة لا
حول إخفاء الفضائل وإماتة الجسد
إخفاء الفضائل والإماتات، هذه كانت عادة النسّاك، إناثاً وذكوراً، ليس فقط في الأزمنة الأولى للمسيحية بل عبر كل العصور حتى الوقت الحاضر. أفذوكيا، زوجة المجيد ديميتري أمير دون، محرر روسيا من التتر، ترمّلت باكراً سنة 1389. كونها مصبوغة بالتقوى، بَنَت هذه الأميرة الكثير من الكنائس، ووزعت الحسنات، وأضعفت جسدها سرّاً بالأصوام والسهرانيات الطويلة. لبسَت سلسلة حديدية حول جسدها. في الوقت عينه، كانت تبدو سعيدة دائماً أمام الناس، مرتدية بغنى ومتزينة بالحلى. تناولها الناس بأمور كثيرة وراحوا ينشرون إشاعات عن حياتها غير الأخلاقية. سمع أبناؤها بالأمر وكونهم أحسّوا بالإهانة والمرارة صارحوا أمهم بما كان يُشاع عنها. فتحت الأم ثوبها المترَف ورأى الأولاد: لقد تملّكهم الخوف من جسدها الذي كان ذاوياً بالكليّة، مربوطاً وممسوكاً بالسلسلة الحديدية.